فهرس الكتاب
الصفحة 118 من 121

حسنات المجيء لرؤية المخطوبة ومكالمتها ذهاب رهبة هذه الليلة مما يجعل الأنس بين الزوجين أكثر وفيه سلامة من عيوب عدم انتصاب الذكر والخوف، الذي يؤدي إلى الارتباك وقد يفضي إلى فشل الزواج فيقال: هذا قد يكون صحيحا ولكن لا بد أن نعلم أن التعود على رؤيتها ومكالمتها قبل هذه الليلة قد يزيل بعض الأمور المستحبة في هذه الليلة، من وضع يده على ناصيتها وقراءة الأدعية الواردة والصلاة معا فإن بعض الأزواج قد يفعل هذه المستحبات ولو عن طريق الخجل منها فيلجأ إلى الأذكار والصلاة حتى يكون في ذلك زوال للرهبة الحاصلة منهما أو من أحدهما أما إن تعودوا على الملاقات قبل هذه الليلة فقد تضيع مثل هذه السنن لديهم.

· حصول التساهل والضعف أمام المرأة وطاعتها في كل ما تريد طاعة عمياء وقديما قالوا: (( المقبل على الزواج مجنون ) )يقصدون بذلك أنه يضيع ما في عقله من اتزان وما في يده من أموال وما في نفسه من أعمال وقد تحصل المجاملة على حساب الدين والرضى بما تفعله المرأة أو ما يحصل من مخالفات تصدر منها أو منه باسم الحب ويرى كل منهما أنه وقع بين نارين فيفضل الوقوع في أحدهما ويكون أخطأ التصرف على نفسه أو على الآخر وهذا من منافذ الشيطان ومن هذا الطريق فتح الباب على مصراعيه لإقناع الزوجة بكشف وجهها عن إخوان زوجها وهذا محرم.

· الشيطان عدو الإنسان فلا يعجبه توافق المرأة مع زوجها فيفتح لهما باب المعاتبة المصطنعة حتى يعقبها الرضى وكمال اللذة، والعامة يقولون (( فلان يتغلى ) )أي لا ينقاد بسرعة ويجعل الناس يطلبون منه الشيء وهو لا يطاوعهم حتى يكسب خضوعهم ورجاءهم له فيسعد بعد ذلك. وأحيانا لا يحصل بين الزوجين رضى بعد المعاتبة أو تتفخم التوافه من لا شيء فتقع المشاكل والنفرة من البداية وقد يطلب منها أشياء لا تستطيع فعلها أو العكس فتتغير النفوس على بعضها وبعد صفائها يدخلها ما يعكرها وكل ذلك كان لأجل الدعابة في البداية والمعاتبة ولكن يحصل ما ليس في الحسبان.

· قد يتكرر مجيء الزوج إلى بيت أهلها ويراهم ويرونه ثم بعد ذلك تعقد الجلسات الغير مرئية من الأهل وتكون هناك خلوة بينهما ومداعبات وقبلات وكل هذا ليس محرما فهي زوجته شرعا لكن المصيبة فيما إذا خرج من عندها وهو مشبع بهذه النشوة وهو شاب في أوج شبابه وعنفوان شهوته فكيف يفرغ هذه الشهوة العارمة فإما أن يتجرع لهيب الصبر فيرهق نفسه بالتفكير والتخبط فيزداد لقاؤه بها أو يقع في الحرام بفعل العادة السرية أو اللواط أو الزنا نعوذ بالله من ذلك.

خاصة إن لم يكن هناك وازع ديني والنفس بطبيعتها إن لم تشغلها بطاعة الله أشغلتك بمعصية الله وهذا من أكبر نوافذ الشيطان لاسيما في وقت الصيام.

· إن لم يحصل ما سبق من دفع الشهوة أو الوقوع في المنكر فهناك شيء آخر قد لا يجد الزوج سبيلا آخر إلا هو فيقنعها به للسلامة من التبعات ويعلل نفسه بأنه زوجها وليلة الزاد قريبة، وعند غياب الرقيب يقوم بوطئها فتحمل الزوجة قبل ليلة الزفاف وطبعا هو في حل من جهة الخالق فهو زوجها ولكن كيف يتحلل من مخالب الناس وأنيابهم وعاداتهم فيكون ذلك حديث المجالس والمنتديات، فأين يدس الزوج رأسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام