والذين تكلموا عن هذا الموضوع من أطباء وغيرهم يرون أن خضوع الزوجين للفحص لا بد أن يكون قبل الزواج والعقد لتلافي الوقوع فيما لا تحمد عقباه من فشل الزواج أو حدوث أمراض ونحوها، وبعض الأمور لا تتأتي معرفتها إلا هذا الفحص وبدونه كيف نعرف أن أحدهما عقيما أو عنينا أو به جنونا.
واليوم تساهل المجتمع في هذه القضية وقرب الزوجان منها ولم يعد لها ذكر في الساحة نتيجة لهذا التساهل أو خوفا من الوقوع في الإحراج أو للجهل بأهمية ذلك والأخير هو الغالب.
والزوجان إذا ارتبط ببعضهما وتم العقد بينهما فلا أقل من عمل هذا الفحص قبل ليلة الزفاف، وأقل القليل أن بكون ذلك ولو بعد ليلة الزفاف ودخول الزوج بها هذا ما ذكره الطب وعلماؤه.
والذي أحب أن يفهمه الناس أن يعرفوا أهمية ذلك ولو بعد ليلة الزفاف بفترة، بل وحتى لو لم يعملوا به، أقول هذا لأن بعض الناس هداهم الله إذا لم يناسب عقله هذا الموضوع أو غيره تجده يسب القائلين به ويتهمهم في المجالس بالسذاجة أو الجهل أو ... وهذا تطاول ظاهر.
فإن لم يقتنع الزوجان بهذا محتجين بصعوبة الوضع في عرف الناس، فإن كانا سليمين ظاهريا فإن الخوف لا زال موجودا وهو ضرر الجنين.
والأفضل عندي وهو وجهة نظري بالنسبة لوضع الجنين أن تعرض المرأة نفسها على الطب عند حملها وعند ذلك سيتم الفحص عليها تلقائيا لمعرفة اتفاق فصائل الدم للزوجين أو اختلافهما ولتلافي ظهور العيوب الخلقية على الجنين وذلك عن طريق الحقن الطبية وغيرها، مما يعلمه أهل المهنة.
وهذا قد يكون أسهل للزوجين على أقل تقدير، ولكن المشكلة باقية كما أسلفت في الزوجين وسلامتهما من الأمراض المعدية والعيوب الخافية، فإن تم النكاح ودخل بها الزوج وانتهى الموضوع بسلام فالحمد لله وكذا الغالب في الناس اليوم وهو توفيق من الله ونعمة تستحق الشكر.
أما إن كان هناك عيوب لم تعرف إلا بعد ليلة الزفاف فيتحمل الزوجان والأهل والأولياء بل المجتمع نتيجة فشل الزواج أو صعوبة التآلف بين الزوجين والمشكل الناتجة عن ذلك.
وهذا الموضوع- الفحص- جعلته من الوصايا بعد العقد مع أن الأطباء يرون ضرورة كونه قبل العقد لماذا؟
لأنني أعرف أنه من الصعب إقناع الناس بالفحص قبل العقد ولن يكون مقبولا لديهم لصعوبته في عرفهم، وكونه بعد العقد قد يكون أدعى للقبول ولو من النزر اليسر من الناس، رغم صعوبته أيضا عندهم. ولكن لابد من كونه بعد العقد وقبل أن يدخل بها على أقل تقدير. وأختم هذا الموضوع بقاعدة شرعية هامة بل حديث نبوي عظيم له أبعاد كبيرة جدا تدل على حكمة الشارع وبعد نظره في كل ما يضمن المصلحة للناس وهي:"لا ضرر ولا ضرار"(رواه ابن ماجه والدار