الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحاح والمسانيد والسنن دالة على تحريم تصور كل ذي روح آدمياً كان أو غيره، وهتك الستور التي فيها الصور والأمر بطمس الصور ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وأنا أذكر لك جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب، وأذكر بعض كلام العلماء عليها وأبين ما هو الصواب في هذه المسألة إن شاء الله. ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:"ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة". لفظ مسلم. ولهما أيضاً عن أبي سعيد رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن أشد الناس عذاباً يوم القياه المصورون". ولهما في ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون بها يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم"لفظ البخاري.
وروى البخاري في الصحيح عن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور.
وعن ابن عباس رضي الله عنه سمعت رسول الل صلى الله عليه وسلم يقول"من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ"متفق عليه.
وخرج مسلم عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال: ادن مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه، حتى وضع يده على رأسه فقال: أنبؤك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً تعذبه في جهنم"وقال: إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له.
وخرج البخاري قوله:"إن كنت لا بد فاعلاً ... الخ"في آخر الحديث الذي قبله، بنحو ما ذكره مسلم انتهى.
سادساً: الغناء
لقد شرع الإسلام كل ما فيه سرور وفرحة ولكن جعل ذلك بقيود وضوابط، ومن المشروع إعلان النكاح وإظهار الفرحة، كما يشرع الحداء الذي ليس فيه منكر ولا دعوة لمحرم ولا استعمال لآلات المعازف، ويشرع للنساء الضرب بالدف إعلاناً للنكاح والفرق بينه وبين السفاح وقد جاءت السنة بذلك فعن الربيع بنت معوذ قالت: جاء رسول الله يدخل حين بنى علي فجلس على فراشي فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف (رواه البخاري) ، وعن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال رسول الله: (يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو؟) وفي رواية بلفظ: (فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟ قلت: تقول ماذا؟ قال تقول: