ذكر مسالك الجمع.
ولذلك قال القاضى عياض بعد إيراده القول بالنسخ:"والصحيح الذي عليه الأكثر ويتعين المصير إليه أن لا نسخ بل يجب الجمع بين الحديثين" (14) .
2 -أنه يشترط للقول بالنسخ معرفة التاريخ حتى ننسخ المتقدم بالمتأخر منهما وهذا غير موجود هنا.
قال النووي رحمه الله بعد حكايته القول بالنسخ:"وهذا غلط لوجهين: أحدهما: أن النسخ يشترط فيه تعذر الجمع بين الحديثين. ولم يتعذر بل قد جمعنا بينهما."
والثاني: أنه يشترط فيه معرفة التاريخ وتأخر الناسخ وليس ذلك موجودًا هنا" (15) "
3 -أن النسخ لا يثبت بالاحتمال. قال ابن حجر:"وأما دعوى النسخ فمردودة لأن النسخ لا يصار إليه بالاحتمال ولا سيما مع إمكان الجمع" (16) .
وبهذا يتبين بطلان القول بالنسخ وممن صرح بِهذا -غير من سبق- ابن القيم (17) وابن رجب (18) عليهم رحمة الله.
ثالثًا: مناقشة مذهب الترجيح:
تقدم لنا أن مذهب الترجيح سلكه فريقان من الناس:
أحدهما: رجح الأحاديث النافية للعدوى، ورد الأحاديث المثبتة للعدوى.
(14) الفتح (10/ 159) .
(15) مسلم بشرح النووي (14/ 465) .
(16) الفتح (10/ 242) .
(17) في مفتاح دار السعادة (3/ 364) .
(18) في لطائف المعارف (75) .