فهرس الكتاب
الصفحة 276 من 669

وقال أيضًا:"فهو قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربًا ليس له نظير، وهو مع ذلك فوق سمواته على عرشه" (64) .

القول الثاني: تفسير قرب الله تعالى الوارد في النصوص إما بالعلم وإما بتقريب عبده إليه وعدم حمله على معنى أنه يقرب بنفسه، كما أُثر ذلك عن مقاتل بن حيان أنه قال:"بلغنا -والله أعلم- في قوله عز وجل: {هُوَ الْأَوَّلُ} قبل كل شيء {وَالْآخِرُ} بعد كل شيء {وَالظَّاهِرُ} فوق كل شيء {وَالْبَاطِنُ} (65) أقرب من كل شيء وإنما نعني بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه" (66) .

وقال البغوي في تفسير قوله: {وَالْبَاطِنُ} :"العالم بكل شيء، هذا معنى قول ابن عباس" (67) .

وقال شيخ الإسلام:"وطائفة من أهل السنة: تفسر القرب في الآية والحديث (68) بالعلم لكونه هو المقصود، فإنه إذا كان يعلم ويسمع دعاء الداعى حصل مقصوده، وهذا هو الذي اقتضى أن يقول من يقول: إنه قريب من كل شيء بمعنى: العلم والقدرة، فإن هذا قد قاله بعض السلف -كما تقدم عن مقاتل بن حيان- وكثير من الخلف" (69) .

والذي يسعى في هذا المقام هو إثبات ما جاء في الكتاب والسنة وأجمع

(64) المرجع السابق (2/ 460) .

(65) سورة الحديد. آية (3) .

(66) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 342) وانظر شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية (361) والعلو للذهبى (137) .

(67) تفسير البغوي (4/ 293) .

(68) يعني بالآية قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي .. } وبالحديث:"إنكم لا تدعون أصمَّ ..".

(69) شرح حديث النُّزول (365) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام