طلبة العلم اليوم ويفرغوا له، لأن فيه احياء منهج السنة النبوية، كما يقع ابراء الكتاب والسنة من أهوائهم التي يسمونها فقهاً مشرعياً.
إن التأويل والتحريف، والعمل بالرأي مقابل الشرع له حضور طاغ في زماننا، وقصد أهله منه حمل الشرع ليكون ردءاً للباطل، وستاراً يحميه، يقوم عليه طغام من البشر، ممن باعوا دينهم من أجل دنيا غيرهم، فمسخت معالم الدين وحقائقه من توحيد الله واتباع الرسول وذكرى الدار الآخرة، وهي معالم الاسلام الأولى التي إن أصابها ضعف في سلوك المرء أو عقله، أو فقهه صار أمره إلى تحوير حقائق الإسلام.
هذا التحريف إن لم يقف له أهل الفقه والدين، وأهل العلم الراسخون فيه فإن مآل الشرع كله إلى انقلاب يصيبه كما أصاب الأديان الأخرى، وهذه فترة حرجة لأمة الاسلام تستدعي تجديداً للكتاب والسنة، أي اعادة الجدة لهما على الوجه الذي كانا فيه في الصدر الأول، القائم بهذا مجاهد في سبيل الله، وسيلقى العنت والعذاب والسبّ والإيذاء، وبهذا يكون على سنن السابقين من علماء الاسلتم؛ يقول الحق ويعمل به ويصبر على ذلك كما قال تعالى (( والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ).
وليتذكر هؤلاء أم مدادهم في هذا الباب هو على معنى الدماء التي تسيل جهاداً ضد المرتدين والكفار الأصليين والزنادقة المجرمين، فهنيئاً لمن اختاره الله لذلك، وأقامه في هذه المقامات العظيمة.
والحمد لله رب العالمين.