فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 76

ابراهيم عليه الصلاة والسلام محاوراً.

شخصية هذا النبي العظيم تتسم بصفات خاصة كما يعرضها القرآن الكريم، ومن الأمور التي تكرر ذكرها عنه هو قوة عارضة حجته، واستخدامه الحوار والمناقشة لبيان حقيقة التوحيد ورد الشرك، وهذا في مواطن عدة في القرآن الكريم.

ففي سورة البقرة جرى هذا الحوار القدوة مع الطاغية في بيان وحدانية الخالق المهيمن وذلك في قوله تعالى (( ألم تر إلى الذي حاج ابراهيم في ربه ... الآية.

وفي سورة الأنعام تابع قومه ظاهراً ولفظاً في ادعاءاتهم الباطلة في ربوبية الكواكب والنجوم ليحقق لهم صدق الهداية التي تقوم على افساد عقائدهم، ومدح الله حجته وطريقته بقوله (( وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه ) )وقد أخطأ الأستاذان أبو الحسن الندوي وسيد قطب رحمهما الله تعالى حين عرضا هذا الحوار تحت عنوان:- (( ابراهيم يبحث عن إله ) )،فإن الآية ترد هذا الفهم وتبين أن هذا من قبيل الحجة والجدال والحسن، وليس شكاً ولا حيرة ولا بحثاً عن حقيقة غائبة في نفس ابراهيم عليه السلام.

وفي سورة الشعراء حاور قومه مجادلاً إياهم عن آلهتهم الأرضية من الأوثان والأصنام وذلك في قوله تعالى (( قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ) ).

وتعدد الآلهة التي أبطل عبادتها ابراهيم تدل على أن قومه كانوا أصنافاً في هذا الباب، فمنهم من يعبد الكواكب والشمس والقمر، ومنهم من يعبد الأصنام والأوثان.

وأما محاورته للطاغية في سورة البقرة في صفة الرب المحيي المميت فإنها إما كانت اعتقاداً للطاغية في قومه، أو جرت مع غير طاغية قومه لتنقل ابراهيم عليه السلام وهجرته من بلده حتى دخل مصر ثم رحلاته إلى مكة، فأتى هذا الطاغية وحاوره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام