فهرس الكتاب
الصفحة 15 من 76

وقد ذكرت قصة ابراهيم عليه السلام مع قومه في موطن آخر وهي سورة الزخرف في قوله تعالى (( وإذ قال ابرايهم لأبيه وقومه انني براء مما تعبدون، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ) ).

وكذلك في سورة العنكبوت في قوله تعالى (( وابراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكن إن كنتم تعلمون .. وفيها ذكر كذلك مرور الملائكة عليه لتدمير قوم لوط.

وأما باقي المواطن في القرآن فهي حديث عنه، وعن أفعاله وأقواله وأدعيته، وابراهيم عليه السلام في هذا الباب أي باب الحديث عن جانبه الشخصي هو أكثر الأنبياء ذكراً في القرآن الكريم، فقد تحدثت سورة البقرة عنه في ثلاثة مواطن: الأول من قوله تعالى (( وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات ... ) )والثاني في محاجته للطاغية في قوله تعالى (( ألم تر إلى الذي حاج ابراهيم ... ) )والثالث: سؤاله عليه السلام لربه أن يريه كيف يحيي الموتى في قوله تعالى (( وإذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى .... ) )وفي سورة آل عمران ذكر في موطنين أولاهما: بيان أولى الناس به ودينه الذي كان عليه في قوله تعالى (( يا أهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم ... ) )وثاني: الأمر باتباع ملته في قوله تعالى (( قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ) ).

وفي سورة ابرايهم تحدثت السورة عن أدعيته العظيمة وذلك من قوله تعالى (( وإذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً ... ) )

وفي سورة النحل اختتمت السورة بالحديث عنه وذلك من قوله تعالى (( ان ابراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ... ) )إلى قوله تعالى (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ) )

وفي سورة الأنعام حديث عن حواره العظيم وهو يرى ملكوت السماوات والأرض وذلك من قوله تعالى (( وإذ قال ابراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين ... إلى قوله تعالى (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده، قل لا أسئلكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين ) ).

وقد ذكر أمر تطهيره البيت الحرام وشرائع الحج في سورة الحج وذلك في قوله تعالى (( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ... ) ).

وفي سورة مريم ذكر أمر نصائحه لأبيه وتحذيره من الشرك، ثم ما من الله تعالى عليه وذلك في قوله تعالى:- واذكر في الكتاب ابراهيم إنه كان صديقاً نبياً )) وقد ذكر الله أمر ملته وتوحيده وبراءته مع المؤمنين به من قومه المشركين في سورة الممتحنة وذلك في قوله تعالى:- (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبرايهم والذين معه ... ) ).

فإبراهيم عليه السلام شخصية ثرية بالعبرة، دعوة وعبادة وسيرة كما يعرضها القرآن الكريم، وهي تستحق أن يفرد لها كلام طويل يهتدي به الداعي والعابد والمهاجر والمبتلى، وكذلك الفتى والكهل، والابن الأب، ولذلك فمع عموم الأمر للنبي عليه الصلاة والسلام بالإقتداء بالأنبياء السابقين كما تقدم في سورة الأنعام، إلا أن الله خص إبرايهم بالذكر في سورة النحل فقال تعالى (( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة ابرايهم حنيفاً وما كان من المشركين ) )، وهذا التفصيل القرآني لحياة ابرايهم العملية الدعوية والنسكية تملآن الأمر بالاقتداء ولا شك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام