مؤلفاته، وإنما عرفناه من الجويني نفسه، إذ أشار إليه في العقيدة النظامية، وفي هذا الصدد يقول: «ولوذهبت-أطال الله بقاء مولانا-أتكلم في الروح لطال المرام، وقد جمعت فيه كتابا سميته النفس، وهويشتمل على قريب من ألف ورقة» 1.
*كتاب الكرامات:
وهذا الكتاب مثل سابقه، لم نتعرف إليه إلا من خلال إشارة إمام الحرمين إليه في العقيدة النظامية، في الفصل الذي عقده لبيان الكرامات. وفي ذلك يقول: «فقد كثر خبط الناس في إثباتها ونفيها، وقد ألفت في إثباتها، والرد على منكريها كتابا، وأنا أذكر الآن لبابه في أسطر إن شاء الله جل وعز» 2.
*مدارك العقول:
وقد يكون هذا الكتاب آخر كتب إمام الحرمين في العقيدة، لأنه لم يتمه، وقد ذكره الجويني نفسه في غياث الأمم، إذ يقول في خاتمته: «وإنما جعلت هذا الفصل منقطع الكلام، لأنني افتتحت باسم مولانا-نضر الله أيامه وأسبغ على ساحته السامية أنعامه-كتابا مضمونه ذكر مدارك العقول» 3.
أما ما ذكرته فوقية حسين، ومحمد الزحيلي نقلا عنها، من أن رسالة إثبات الاستواء والفوقية هي من ضمن مؤلفات إمام الحرمين، فهذا وهم، لأن الرسالة مثبتة ضمن مؤلفات والده أبي محمد الجويني، وقد نشرت مؤخرا في بيروت وصدرت عن المكتب الإسلامي بشرح ابن شيخ الحزاميين.
*ثانيا: كتبه في الفقه وأصوله:
كان إمام الحرمين في عصره علما بارزا في الفقه وأصوله، وكان يدرسه إلى جانب علم الكلام في المدرسة النظامية طوال عشرين عاما. ومما ساعده
1)انظر ص 247.
2)انظر ص 227.
3)انظر: الجويني، غياث الأمم ص 526، والذهبي، تاريخ الإسلام، حوادث (471 - 480) ص 236، وابن خلكان، وفيات الأعيان ج 3 ص 169.