انتقل من طوس إلى جرجان، ودرس على الإمام أبي نصر الإسماعيلي، وعلق عنه.
بعد ذلك اتجه الغزالي إلى نيسابور حاضرة العلم والعلماء في المشرق الإسلامي وقتذاك، وهناك لازم درس الإمام الجويني، وتخرج عليه في مدة قصيرة، وأصبح من أخص أصحابه، واتخذه مساعدا له، ومعيدا لدرسه، حيث فاق أقرانه وظهر نبوغه وذكاؤه.
ثم ترك الغزالي نيسابور فقصد بغداد والشام، وحج البيت الحرام، ويقال إنه زار مصر، وعاد منها إلى خراسان، حيث انكب على التصنيف. لكن نظام الملك ألح عليه بالتدريس بنظامية نيسابور فلبى الغزالي هذا الطلب، إلا أنه ترك نيسابور وعاد إلى طوس وتوفي بها.
جمع الغزالي بين الفقه وأصوله، وعلم الكلام والفلسفة، والتصوف، وغيرها من علوم عصره. وبدأ حياته عقلي المنهج، وختمها بمنهج السالكين المتصوفة. ومن أهم مؤلفاته: الإحياء، والمنقذ من الضلال، والاقتصاد في الاعتقاد، وتهافت الفلاسفة، وفضائح الباطنية، المستصفى في الأصول، والبداية، وغيرها.
كان الغزالي على مذهب الأشعري في الكلام، وشافعي الفروع، لذا قام بجهد بالغ إلى جانب أستاذه إمام الحرمين في الدفاع عن العقيدة الأشعرية، إلا أن أكبر أثر تركه الغزالي هوإسهامه غير المباشر في تحريض الفقهاء ضد كل من يشتغل بعلوم الأوائل وملاحقتهم بالتفسيق والتبديع.
*أبونصر القشيري 1 (514 ه/ 1120 م) :
عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أبونصر القشيري، ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري. تخرج بوالده، ثم لازم إمام الحرمين، فأتقن عليه
1)مصادر ترجمته: ابن عساكر، تبيين كذب المفتري ص 308، والسبكي، طبقات الشافعية ج 7 ص 159، وابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعية ج 1 ص 546، والأسنوي، طبقات الشافعية ج 2 ص 149، وابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية ج 1 ص 285، وابن خلكان، وفيات الأعيان ج 3 ص 307.