فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 275

الأصول والفروع، والخلاف. وكان للقشيري منزلة عظيمة عند إمام الحرمين، حتى إنه نقل عنه في كتاب الوصية من النهاية، مع كونه شابا إذ ذاك وتلميذا له.

أقام القشيري في بغداد فترة، وعقد له مجلس الوعظ في نظاميتها، ولازمه في ذلك الشيخ أبوإسحاق الشيرازي. لكن القشيري كان شديدا على الحنابلة فكان ينال منهم في مجالس وعظه، مما أدى إلى فتنة عظيمة بين الحنابلة من جهة والشافعية والأشاعرة من جهة أخرى، وسالت الدماء بين الطرفين، فتدخل نظام الملك لتسكين أوار هذه الفتنة، وطلب من القشيري العودة إلى نيسابور، فبقي فيها ملازما للتدريس والإفتاء حتى توفاه الله تعالى.

*الكياهراسي 1 (504 ه‍/ 1110 م) :

علي بن محمد بن علي، أبوالحسن، البصري، الكياهراسي، الملقب عماد الدين. والكيا: هوالرجل الكبير القدر المقدم بين الناس. كان الكياهراسي فقيها شافعيا، وأصوليا أشعريا.

ولد بطبرستان، ثم قدم نيسابور وتفقه على إمام الحرمين مدة برع فيها، وعين معيدا له، ومن نيسابور قصد بيهق ودرس بها مدة، ثم اتجه إلى بغداد وتولى التدريس بالمدرسة النظامية، وبقي فيها إلى أن وافته المنية.

اتصل الكياهراسي بخدمة مجد الملك بركياروق بن ملكشاه السلجوقي، وحظي عنده بالمال والجاه، وتولى منصب القضاء للسلاجقة.

جمع الكياهراسي بين الفقه والأصول والحديث، وكان يستعمل الحديث بمهارة عجيبة في مناظراته. وجاهر في رأيه بيزيد بن معاوية، وصرح بفسقه، فيقول: «وكيف لا يكون كذلك، وهواللاعب بالنرد، والمتصيد بالفهود، ومدمن الخمر، وشعره في الخمر معلوم» .

1)مصادر ترجمته: ابن عساكر، تبيين كذب المفتري ص 288، وابن الجوزي، المنتظم ج 9 ص 167، والسبكي، طبقات الشافعية ج 7 ص 231، والأسنوي، طبقات الشافعية ج 2 ص 292، وابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية ج 1 ص 288، وابن خلكان، وفيات الأعيان ج 3 ص 286.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام