فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 275

الإضافات أوالمخالفات التي ضمنها إمام الحرمين كتبه الكلامية، كتبنيه لنظرية الأحوال البهشمية في معالجة صفات الذات 1، ومعارضته لشيخه الأشعري والإمام الباقلاني وسائر من تقدمه من الأشاعرة في مسألة خلق أفعال العباد 2، وانحيازه إلى مذهب أهل السلف في آخر كتبه العقدية التي وصلتنا، فيما يتعلق بمسألة صفات الأفعال، بحيث تحاشى التأويل والتزم تفويض أمرها إلى الله تعالى 3.

وقد ظهر في هذا العصر إلى جانب الجويني العديد من الأشاعرة الكبار ومنهم: عبد القاهر البغدادي، وأبوسعيد المتولي، وأبوالمظفر الإسفراييني، والكياهراسي، وأبوالقاسم الإسفراييني.

وقد ترك هؤلاء الأئمة مصنفات جليلة في علم الكلام، كالفرق بين الفرق، وأصول الدين للبغدادي، والغنية للمتولي، وأصول الدين للكياهراسي، والتبصير في الدين للإسفراييني.

شهدت حركة الاعتزال في هذا العصر نشاطا ملحوظا، إذ وجدت المعتزلة في بني بويه سندا قويا، يؤمن لها الحماية من ملاحقة الخصوم، لكن هذا النشاط لم يعمر طويلا بفعل الضربة الموجعة التي وجهها السلطان محمود الغزنوي لمذهب الاعتزال ورجالاته في مدينة الري 4.

وأفضل من يمثل المعتزلة في هذا العصر القاضي عبد الجبار الهمذاني (- 415 ه‍) ، الذي كان في مطلع حياته شافعي الفروع وأشعري الأصول، ثم انقلب على الأشعرية وانحاز إلى مذهب المعتزلة، وأصبح من ألمع رجالاتها المتأخرين، وأقوى المدافعين عن مقولاتها الكلامية. وترك القاضي عبد الجبار مطولات كلامية، دافع فيها بحماس شديد عن صحة المعتقد الاعتزالي كما تمثله المدرسة البصرية في الاعتزال، مثل المجموع في المحيط بالتكليف،

1)الجويني، الإرشاد ص 80.

2)الجويني، العقيدة النظامية ص 184.

3)المصدر نفسه ص 166.

4)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 372.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام