الأعصار، رجل قد تفرد في شعر أونثر لا يدرك شأوه، ولا يلحق منصبه في الفصاحة، وقلما يخلوعصر من مبرز لا يوازى في فنه، ولا يبارى فيما اختص به.
ولا يثبت الإعجاز بمثل ذلك، وقد قدمنا أنا نشرط في المعجزة 1، أن تجاوز في خرق العادة حدود/الظنون، وتبلغ مبلغا لا يتوقع الانتهاء إليه بمزية علم، وجودة قريحة ونفاذ طبع، ولباقة رأي، وإصابة فكر، وبعد غور.
فإذا تقرر ذلك، فالوجه أن لا يدعى بلوغ جزالة القرآن مبلغ خرق العادة، بل نقول:
تحدى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فصحاء العرب بأن يأتوا بمثل القرآن، كما أنبأ عنه قوله تبارك وتعالى: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله 2، وتمادى على تحديه نيفا وعشرين سنة، والقرآن بلغتهم، وليس بعيدا من مبلغ اقتدارهم [في] جزالته وأسلوبه، فلم يقدروا على الإتيان بمثله.
ثم استأثر الله تبارك وتعالى برسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وكرت الدهور، ومرت العصور، وأقطار الأرض تطفح بجميع الكفار ذوي الفطن النافذة، وتشوفهم أن يستمكنوا من مطعن في الإسلام، وفي كل قطر منهم
في أ: قل ما. في أ: عن، والمثبت من ط.
في ط: يختص. في ط: نشترط.
في ط: ويبلغ. في ط: النبي.
وآله: ليست في ط. في ط: يأتوا بمثله.
من قوله: كما أنبأ عنه. . . إلى قوله: بمثله، ليست في ط.
الزيادة من ط. صلى الله عليه وآله وسلم: ليست في ط.
في ط: وشروفهم.
1)انظر شروط المعجزة ص 216.
2)سورة الإسراء، الآية 88.