فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 275

الخاصين بالإمامين الخامس والسابع عند الشيعة، محمد الجواد وموسى بن جعفر 1. أما جهال الشيعة فقد نبشوا مقابل ذلك قبور أعيان السنة، ثم هموا بقبر الإمام أحمد بن حنبل، إلا أنهم منعوا من ذلك 2.

وبظهور دولة السلاجقة في المشرق الإسلامي، انحسر النشاط الشيعي هناك، ولا تشير المصادر إلى وقوع فتن ذات بال في نيسابور وغيرها من المناطق. وقد استفاد سنة بغداد من دخول السلاجقة مدينتهم، واستقووا بهم على الشيعة، وأصبحت كلمتهم نافذة حتى في الأحياء الشيعية نفسها، حيث أجبر الشيعة عام 448 ه‍/ 1056 م على الأذان في مساجدهم بالصيغة السنية 3، كما أزيلت الكتابات الاستفزازية في مساجدهم وشوارعهم، وأخذ المتشددون من السنة يطوفون ممرات حي الكرخ هاتفين بمآثر الصحابة جميعا 4. ثم أمر رئيس العسكر السلجوقي بقتل أحد أعيان الشيعة أبي عبد الله الجلاب، فقتل وصلب على باب دكانه 5، ثم هاجمت الجموع السنية دار شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي، لكنه لاذ بالفرار بعد ما أحرقت كتبه وداره 6.

أما الشيعة، فقد انتهزوا حركة التمرد التي قام بها أبوالحارث البساسيري، فسهلوا لعسكره المرور في طرقاتهم 7، ثم هاجموا الأحياء السنية، ونهبوا المحال والبيوت، وأجبروا أهل السنة على الأذان بالصيغة الشيعية في مساجدهم 8.

لكن الأمر لم يدم طويلا، فبعد مقتل البساسيري وعودة الخليفة والسلاجقة إلى بغداد، ضيق الخناق على الشيعة، وحظر عليهم ما كانوا يظهرونه في عاشوراء، ويوم الغدير من النوح والضرب والشتم 9.

وقد جرى رغم هذه الصدامات، عدة محاولات للتقارب والصلح بين

1)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 9 ص 577.

2)ابن كثير، البداية والنهاية ج 12 ص 62.

3)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 172.

4)المصدر نفسه ج 8 ص 172.

5)المصدر نفسه ج 8 ص 172.

6)المصدر نفسه ج 8 ص 172.

7)ابن كثير، البداية والنهاية ج 12 ص 77.

8)المصدر نفسه ج 12 ص 77،78.

9)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 240.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام