قبل كونه، والمعجزات/لا تتقدم على ثبوت النبوات. ولوذهبت أنقل ما صح من الأخبار والآثار فيها لجاوزت موضوع المعتقد وحده 1

فإن قيل: أيجوز ظهور الكرامة مع دعوى من تظهر عليه 2

قلنا: ذهب بعض مجوزي الكرامات [إلى] أنها تظهر من غير إيثار واختيار، وزعم أنها بهذا الوجه تتميز عن المعجزات، وهذا قول من لم يحط بحقيقة الإعجاز 3. فإن المعجزة لا تدل من حيث تتعلق بالدعوى المطلقة المرسلة، وإنما تدل على النبوة من حيث تقع على وفق دعوى النبوة 4، فإن تعلق خارق عادة بدعوى أخرى، دل على صدق تلك الدعوى.

وإذا استشهد من قام في المجلس المشهود الذي صورناه، وقال: أيها الملك، إني من المقربين عندك والمختصين في مجلسك، فإن كنت كذلك

في ط: تقدم. في أ: النبوة والمثبت من ط.

في ط: ولونقلت. في ط: موضوع العقيدة.

في ط: أتجوزون ظهور الكرامات.

في أ: ممن والمثبت من ط.

الزيادة من ط.

في ط: بدعوى الذي ادعى النبوة.

في ط: فإذا. في ط: والمخلصين في محبتك.

1)من الكرامات أيضا ما وقع لأهل الكهف، وقصة آصف الذي أحضر عرش بلقيس، وإلهام أم موسى بإلقاء موسى في النهر، وقصة عمر بن الخطاب مع سارية على الجبل، وما وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مولده وطفولته. . . وغير ذلك.

2)انظر هذا الاعتراض والرد عليه مفصلا في الإرشاد ص 316.

3)في الإرشاد ص 317: «وصار بعض أصحابنا إلى أن ما وقع معجزة لنبي لا يجوز وقوعه كرامة، فيمتنع عند هؤلاء أن ينفلق البحر، وتنقلب العصا ثعبانا، ويحيي الموتى كرامة لولي، إلى غير ذلك من آيات الأنبياء، وهذه الطريقة غير سديدة أيضا، والمرضي عندنا جملة خوارق العوائد في معارض الكرامات» .

4)في الإرشاد ص 319: «فإن المعجزة لا تدل لعينها، وإنما تدل لتعلقها بدعوى النبي الرسالة ونزولها منزلة التصديق بالقول» .