فهرس الكتاب
الصفحة 247 من 275

خوارق العادة ليست من فعل العباد، وإنما هي من فعل الرب تعالى وتقدس، فمن فطر السماوات والأرض، وسيطوي السماء 1، ويبدل الأرض غير الأرض 2، ويسير الجبال 3، ويفجر البحار 4، وينشر الموتى 5، قادر على أن يأتي ببديعة.

وليس في فرض الإتيان بها قدح في النبوات، فإنا ذكرنا آنفا؛ أن المعجزة لا تدل بعينها، وإنما تدل من حيث تقع على وفق الدعوى في النبوة، فإذا لم تقع دعوى النبوة، أوقع الله ما يشاء مما يعتاد ومما لا يعتاد، فليس في تجويز الكرامات قدح في النبوات، إذا وقعت الإحاطة بوجه دلالة المعجزة على ما سبق، وما جاز في قدرة الله سبحانه، ولم ينخرم به الإعجاز. وقد نطق به القرآن، وتواترت به الآثار لا يجحده إلا مرتاب.

فأما آي القرآن، فمنها: ما جرى على [يد] مريم عليها السلام من بدائع الآيات 6، ويستحيل أن تقدر معجزة لعيسى عليه السلام، فإنها جرت

في أ: يدل. في أ: يدل.

في أ: بقطع. في ط: ما.

في ط: جاء في قدرة الله. في ط: الأخبار فلا.

في ط: فأما ما أتي به.

في أ: دل. الزيادة من ط.

عليه السلام: ليست في ط.

1)قصد الجويني بذلك قوله تعالى: يوم نطوي السم?اء كطي السجل للكتب سورة الأنبياء، الآية 104.

2)وهذا في قول الله تعالى: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسم?او?ات سورة إبراهيم، الآية 48.

3)كما في قول الله تعالى: يوم تمور السم?اء مورا (9) وتسير الجب?ال سيرا (10) سورة الطور، الآية 10، وقوله تعالى: ويوم نسير الجب?ال وترى الأرض ب?ارزة سورة الكهف، الآية 47، وقوله تعالى: وسيرت الجب?ال فك?انت سر?ابا (20) سورة النبأ، الآية 20، وقوله تعالى: وإذا الجب?ال سيرت (3) سورة التكوير، الآية 3.

4)كما في قوله تعالى: وإذا البح?ار فجرت (3) سورة الانفطار، الآية 3.

5)كما في قول الله تعالى: يخرجون من الأجد?اث كأنهم جر?اد منتشر سورة القمر، الآية 7.

6)وضح الجويني في الإرشاد ص 320 هذه الكرامات بقوله: «فكان زكريا صلوات الله عليه يصادف عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء. . . وتساقط عليها الرطب» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام