25 وكانت من أضخم المكتبات الخاصة في تلك النواحي، إذ كان فهرسها يقع في عشرة مجلدات 1، وبذلك خسرت المكتبة الإسلامية آلافا من الكتب المختلفة.
اشتد الخلاف السني الشيعي في هذا العصر، وأصبح جسد الأمة الإسلامية ينزف يوميا، بفعل الفتن الأليمة التي كانت تحدث بين الطرفين، ويؤجج نارها ذوالمصالح السياسية والدينية من أمراء وسلاطين وفقهاء.
وكان يغذي هذا الصراع أيضا، ما كان يظهره الشيعة في احتفالاتهم بالمناسبات الدينية، حيث كان يكثر فيها لعن معاوية بن أبي سفيان 2. وكان هذا اللعن يطال أحيانا الخلفاء الثلاثة الأول بطريقة خفية 3.
كذلك لعبت الكتابات الاستفزازية التي كانت تغطي المساجد وجدران المحال والبيوت الشيعية 4، دورا أساسيا في استمرار التوتر والاحتقان السني الشيعي، وكان كل ذلك يتم برضى وتحريض من السلطان البويهي 5.
أما في الجانب السني، فقد أدى التشدد الذي كانت تبديه بعض الأطراف السنية تجاه المقولات الشيعية، وعدم الاعتراف بهم ككيان مذهبي له تمايزاته في الأصول والفروع، إلى جعل الفتن بين الطرفين بمثابة أحداث مألوفة تتكرر عبر السنين والأيام.
ففي عام 425 ه/ 1033 م حدث في نيسابور-حيث نشأ إمام الحرمين- فتنة عظيمة بين أهلها من السنة، وبين أهالي طوس وأبيورد من الشيعة 6، إذ استغل أهالي هاتين البلدتين خروج والي هذه المدينة منها، وقاموا بالتوجه نحوها وأحدثوا فيها أعمال الشغب والنهب، فقام والي كرمان بنجدة أهل
1)ياقوت الحموي، معجم الأدباء ج 2 ص 315.
2)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 8 ص 542.
3)المصدر نفسه ج 8 ص 542.
4)ابن الجوزي، المنتظم ج 8 ص 149.
5)ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 8 ص 542.
6)ابن الجوزي، المنتظم ج 7 ص 283.