فمن أضل سبيلا ممن يوجب على الله تبارك وتعالى ثواب أعمال العبد، وهي عوض ما ينجز من النعم، ولم يوجب على العبد شكر الثواب عدا لكونه عوضا 1.
ثم من زعم أن العقل يدل على استحقاق العبد بكفر ساعة، الخلود في دركات النيران، فقد ادعى في مقتضى العقول محالا، هيهات برح الخفاء. يحكم الله ما يريد ويفعل ما يشاء.
فإن قيل: قد بنيتم الركن الأول على تقرير الشريعة قرارها واتباع مواردها، فالثواب والعقاب في الشرائع/والملل ثابتان، وقد سماها الله تبارك وتعالى جزاء لأعمال العباد.
قلنا: لسنا ننكرهما، ولكنهما ثبتا وعدا من الله، ووعده صدق، وقوله حق، وهذا يبينه ضرب مثل يوضح ما تقدم من الكلام، ويكشف هذا الإبهام فنقول:
إذا خدم العبد مولاه، لم يستحق عليه أن يعتقه، ويخلصه من أسر الرق وذل العبودية. بل المقدار الذي تأسس الشرع عليه، أن يكفيه مؤونته، ولا يكلفه من العمل إلا ما يطيق. والثواب الخالد، خالص من النصب والتعب؛ ووصول إلى الروح الأبدي، وهوزائد على الحرية المزيلة للرق. فإذا كان العبد لا يستحق على مولاه-وهو [لا] يألوجهدا في خدمته آناء الليل [وأطراف] النهار-العتق، فكيف يستحق العبد على خالقه ومنشئه ورازقه في ط: العباد.
في أ: العقد. في ط: والثواب.
في أ: والملك، والمثبت من ط.
في ط: الله تعالى.
في أ: الأعمال، والمثبت من ط.
في ط: القرار. في ط: العمل ما لا يطيق.
الزيادة من ط. الزيادة من ط.
1)لم يأت الجويني هنا بجديد في رده على المعتزلة، إذ كرر ما سبق أن ذكره في الإرشاد ص 294.