والأكنة 1. وأنا أضرب في ذلك مثلا فأقول:
لوفرضنا شابا حديث [السن قريب] العهد بحلمه، لم تهذبه المذاهب، ولم تحنكه التجارب، وهوعلى نهاية في غلمته 2 وشهوته، وقد استمكن من بلغة 3 من الحطام، وخص بمسحة من الجمال، ولم يقم عليه قوام يزعه 4 عن ورطات الردى، ويمنعه عن الارتباك في شبكات الهوى،
الزيادة من ط.
في أ: نهايته، والمثبت من ط.
=انظر الإنصاف للباقلاني ص 147، ومجرد المقالات لابن فورك ص 91، واللمع للأشعري ص 123، 124. أما الإيمان بالقدر فهوعندهم: الإيمان بتقدم علم الله سبحانه بما يكون من أكساب الخلق وغيرها من المخلوقات، وصدور جميعها عن تقدير منه وخلق لها خيرها وشرها. الاعتقاد للبيهقي ص 105. والقدر عندهم له معان متعددة، منها: القدر بمعنى الإخبار كما في قوله عز وجل: إلا امرأته قدرن?ا إنه?ا لمن الغ?ابرين، وبمعنى الضيق كما في قوله: الل?ه يبسط الرزق لمن يش?اء ويقدر، وبمعنى الجعل كما في قوله: وقدر فيه?ا أقو?اته?ا، وبمعنى القدرة. انظر مجرد مقالات الأشعري لابن فورك ص 90، 91، واللمع للأشعري ص 123.
1)وفي ذلك ورد قوله تعالى: وجعلن?ا على? قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذ?انهم وقرا سورة الأنعام، الآية 25، وسورة الإسراء، الآية 26، وقوله تعالى: وق?الوا قلوبن?ا في أكنة مم?ا تدعون?ا إليه وفي آذ?انن?ا وقر سورة فصلت، الآية 5. والأكنة: جمع كنان، وهوما وقى شيئا وستره، والفعل منه كننت وأكننت.
ولم تحمل الأشاعرة الكنان على أن الله تعالى منع الكفار عن الإيمان، وإنما ربطوا الكنان بالباعث على الفعل أوالداعي إليه وهومن العبد. انظر التفسير الكبير للرازي ج 12 ص 196، 197، والمفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص 442، والإبانة للأشعري ص 148.
2)الغلمة: هيجان شهوة النكاح من المرأة والرجل، والاغتلام: مجاورة الإنسان حد ما أمر به من خير أوشر، وجاء في قول لعلي كرم الله وجهه: «تجهزوا لقتال المارقين المغتلمين» أي الذين تجاوزوا الحد. لسان العرب ج 12 ص 440 (مادة غلم) .
3)بلغة من الحطام: على قدر لا بأس به من متاع الدنيا. انظر اللسان ج 8 ص 421 (مادة بلغ) .
4)يزعه: يمنعه من المهلكات.