فهرس الكتاب
الصفحة 215 من 275

فوافاه أخدان 1 [السوء و] الفساد، وهوفي غلواء شبابه، يحدث نفسه بالبقاء أمدا بعيدا. فما أقرب من هذا وصفه، من خلع العذار 2، والبدار 3 إلى شيم الأشرار، وهومع ذلك كله مؤثر مختار، ليس مجبرا على المعاصي والزلات، ولا مصدودا عن الطاعات، ومعه من العقل ما يستوجب به اللائمة إذا عصى.

فمن هذا سبيله، لا يستحيل في العقل تكليفه، فإنه ليس ممنوعا، ولكن إن سبق له من الله تبارك وتعالى سوء القضاء، فهوصائر إلى حكم الله الجزم، وقضائه الفصل، محجوجا بحجة الله تعالى، إلا أن يتغمده الله برحمته، وهوأرحم الراحمين 4.

وهذا الذي ذكرته بين في معاني الآيات، لا يتمارى فيه موفق، تبارك وتعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذ?لك [فهي كالحج?ارة أوأشد قسوة] 5، أراد

الزيادة من ط. تبارك وتعالى: ليست في ط.

تعالى: ليست في ط. في أ: فيها، والمثبت من ط.

في ط: الله تعالى. الزيادة من ط.

1)أخدان: جمع خدن وخدين، وهوالصديق أوالذي يكون معك في أمر ظاهر وباطن، والمقصود بأخدان الفساد: أقران السوء. اللسان ج 13 ص 139 (مادة خدن) .

2)خلع العذار: خلع الحياء. لسان العرب ج 4 ص 550، (مادة عذر) .

3)البدار: العجلة في طلب الشيء. لسان العرب ج 4 ص 48 (مادة بدر) .

4)ترى الأشاعرة عموما أن أعمال العباد ليست موجبة للسعادة أوالشقاء، فهم يرددون في كتبهم قول الشافعي: «أعمالنا أعلام الثواب والعقاب» فالأعمال أمارات من جهة العلم الظاهر وليست بموجبات، فالله عز وجل طوى علم الغيب عن خلقه وحجبهم عن دركه، فالأشاعرة لا يوجبون على الله شيئا، ويروون في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن ينجي أحدا منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة، ولكن قاربوا وسددوا وأبشروا» رواه البخاري في الجامع الصحيح، كتاب الرقائق 18 ج 8 ص 128 وكتاب المرضى 19 ج 7 ص 157، ومسلم في الجامع الصحيح، كتاب المنافقين 77 ج 17 ص 159. وانظر أيضا مجرد مقالات الأشعري ص 99، وإثبات القدر للبيهقي ص 513، ومعالم السنن للخطابي ج 4 ص 293، 294.

5)سورة البقرة، الآية 74.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام