فهرس الكتاب
الصفحة 212 من 275

بصيرته، ثم صرف عنه العوائق والدوافع، وأزاح عنه الموانع، ووفق له قرناء الخير، وسهل له سبيله، وقطع الملهيات عنه، وأسباب الغفلات والذهول، وقيض له ما يقربه إلى القربات فيوافيها، ثم يعتادها ويمرن عليها 1.

وإذا أراد بعبد شرا، قدر له ما يبعده عن الخير ويقصيه، وهيأ له تماديه في الغي، وحبب إليه التشوق إلى الشهوات، وعرضه للآفات، وكلما غلبت دواعي الشر خنست دواعي الخير. ثم يستمر على الشرور على مر الدهور، هاويا في مهاويها، وتتعاون عليه الوساوس، ونزغات الشيطان، ونزوات النفس الأمارة بالسوء 2، فتنشئ الغفلة غشاوة على قلبه 3 بقضاء الله تبارك/وتعالى وقدره 4، فذلك الطبع-عافاكم الله -والختم في ط: عنه الملهيات.

في ط: يقرب. في أ: ممر.

في ط: ويتعاقب. في ط: الوسواس.

في ط: الشياطين ونزعات.

في ط: فتنسج.

تبارك وتعالى: ليست في

عافاكم الله: ليست في ط.

1)وهذا هومفهوم التوفيق من الله عند الأشاعرة. انظر مجرد مقالات الأشعري ص 123، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 412.

2)وهذا هومفهوم الخذلان عند الأشاعرة. انظر مجرد مقالات الأشعري ص 123، ونهاية الإقدام للشهرستاني ص 412.

3)كما في قوله تعالى: ختم الل?ه على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة سورة البقرة، الآية 7، وقوله تعالى: وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة سورة الجاثية، الآية 23.

4)القضاء عند الأشاعرة له معان متعددة فهوبمعنى الخلق كما في قوله تعالى: فقضاهن سبع سماوات في يومين، وبمعنى التسليط كما في قوله تعالى: فلما قضينا عليه الموت وبمعنى الإخبار والإعلام كما في قوله تعالى: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ويأتي بمعنى الأمر كما في قوله: وقضى? ربك ألا تعبدوا إلا إياه ويكون بمعنى الحكم والإلزام كما يقال: قضى القاضي على فلان.

والأشاعرة تطلق الرضا بقضاء الله وقدره، بمعنى أنه لا يعترض على حكمه السابق وإرادته الأزلية، فهم يرضون بقضاء الله الذي هوخلقه وأخبر به ومدح على فعله ووعد عليه الثواب، لكنهم لا يرضون بقضاء الله الذي خلقه الله مذموما قبيحا ولا يرضونه دينا وشرعا. =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام