وقوله: وخلق كل شيء 1. وقوله تبارك وتعالى: هل من خ?الق غير الله 2.
ولا يشك لبيب أن من وصف نفسه بكونه خالقا على التحقيق، فقد أعظم الفرية، وأتى ما لونطق به ناطق في الأولين، لتعرض للكسر العظيم والرد البليغ.
وكيف يتصف العبد بكونه خالقا وهولا يحيط علما بتفاصيل أفعاله 3 ومن لم يعلم حقيقة ما صدر منه، ولم يحط بمقداره ومبلغه، كيف يكون خالقه والعلم بالشيء أقرب من خلقه، وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى:
وأسروا قولكم أواجهروا به إنه عليم بذ?ات الصدور (13) 4 [و] أ لا? يعلم من خلق 5. فدل مقتضى الآية أن العالم بحقائق الحادثات بارئها وخالقها 6. وقد تقرر في قضايا العقول، أن الأفعال دالة على علم خالقها بها، فإذا صدرت أفعال من العبد في حالة ذهوله عنها، فهي غير دالة على علم العبد بها، فإنه غير عالم بما جرت يده به في حال غفلته وذهوله، والنائم غير شاعر تبارك وتعالى:
ليست في ط. في ط: كونه.
من قوله: وأتى ما لونطق. . . العبد، ليست في ط، وحل محلها: لكونه ادعى كونه.
في ط: لكونه. سبحانه: ليست في ط.
الزيادة من ط. في ط: ذهول.
1)سورة الأنعام، الآية 101.
2)سورة فاطر، الآية 3.
3)هذا الاعتراض هوالمعول عليه عند الأشاعرة لإبطال ما ذهبت إليه المعتزلة في كون العبد خالقا لأفعاله، وأول من قال به أبوالحسن الأشعري. انظر مجرد مقالات الأشعري لابن فورك ص 93، والتمهيد للباقلاني ص 342، والإرشاد للجويني ص 191، 192، والغنية في أصول الدين للمتولي ص 118.
4)سورة الملك، الآية 13.
5)سورة الملك، الآية 14.
6)ينقل الجويني هنا ما أورده الباقلاني في التمهيد ص 344، وانظر أيضا اللمع للأشعري ص 127.