بالمدركات، شاهد بالإضافة إلى العلم بها على الغيب من غير درك. ثم تلك الصفة من مقدورات الباري تبارك وتعالى، وهي لا تتناهى، وما لم يحله العقل التحق بالجائزات، سيما إذا اعتقد بالنصوص القاطعة في الكتاب والسنة.
وأقوى متمسك في السمع شيئان، أحدهما: سؤال موسى عليه السلام الرؤية 1، مع الوفاق على أن [كل] من كان في منصب النبوة، يستحيل أن يعتقد في حكم ربه ما يوجب تضليلا 2.
ونفاة الرؤية، إذا اقتصدوا ولم يبوحوا بسوء اعتقادهم في الخصوم، اقتصروا على تضليلهم. وكيف يستجيز منتم إلى الدين، أن يفضل سفلة نفاة الرؤية 3 في معرفة الله تبارك وتعالى على موسى صلى الله عليه وسلم!
نعم، لا يمتنع أن يذهل النبي [صلى الله عليه وسلم] عن الغيب، ويستفزه الوله على سؤال ما علم جوازه 4 وإن لم يبلغه دخول وقته، وهذا أحد الشيئين.
في ط: مشاهدة. تبارك: ليست في ط.
في ط: اعتضد. في ط: وأحرى.
في ط: صلى الله على نبينا وعليه وسلم.
الزيادة من ط. في أ: من، والمثبت من ط.
حكم: ليست في ط. في أ: بسر، والمثبت من ط.
في أ: عقدهم، والمثبت من ط.
تبارك: ليس في ط.
صلى الله عليه وسلم: ليست في ط.
الزيادة من ط. في ط: المغيب. في أ: ويستقره. في ط: فهذا.
1)وفي ذلك ورد قول الله تعالى: ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مك?انه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (143) سورة الأعراف، الآية 143.
2)يكرر الجويني هنا ما ورد في الإبانة للأشعري ص 34، والإنصاف للباقلاني ص 156، والتمهيد ص 302، والغنية للمتولي ص 146.
3)في الإرشاد ص 183 «حثالة المعتزلة» .
4)في الإبانة للأشعري ص 34: «ولا يجوز أن يكون موسى عليه السلام قد ألبسه الله تعالى جلباب النبيين، وعصمه بما عصم به المرسلين، قد سأل ربه ما يستحيل عليه، =