وهذا قد طال فيه ارتباك طبقات الخلق، وحسبه الشادون 1 من الجليات، والانتهاء إلى درك القطع فيه عسير جدا، فإن الإحاطة بحقائق الإدراكات من أدق أحكام المعقولات. ونحن نستعين بالله ونذكر ما يشهد العقل له بالسداد.
فليعلم الناظر في هذا الفصل، أن الذين أحالوا رؤية الإله، بنوا عقدهم على ظن فاسد 2، وذلك أنهم ظنوا أن الإحساس الذي هوتحديق في صوب المرئي، هوالذي يدعي أهل الحق تعلق قبيله بوجود الإله، وهذا زلل وسوء ظن بعصبة أهل الحق-تعالى الله أن يحس-ولكن ما أحسسناه من المرئيات ندرك حقيقته، وإدراكنا حقيقته ليس هوالمحسوسات المفسرة بمقابلة واتصال أشعة 3 4.
فقال أهل الحق: لا يمتنع في قدرة الله سبحانه، أن يخصص من أراد بصفة، هي في التعلق بوجوده بالإضافة إلى العلم، كالإدراك المتعلق
في ط: مثله. في ط: الإحساس المفسر.
في ط: تعالى. في أ: التعليق، والمثبت من ط.
في أ: المعلق، والمثبت من ط.
= وانظر رأي أهل السلف في الرد على الجهمية لأحمد بن حنبل ص 127، والعقيدة لأحمد بن حنبل (رواية الخلال) ص 111، والعقيدة الواسطية لابن تيمية ص 39، والمعتمد للقاضي أبي يعلى ص 82، ورد الإمام الدارمي ص 413، وشرح الطحاوية ص 163، 195، وشرح الأصول لأبي القاسم اللالكائي ج 3 ص 470، والسنة لابن أبي عاصم ص 188 - 204، ومعالم السنن للخطابي ج 4 ص 302، والإيمان لابن منده ج 2 ص 779، والشريعة للآجري ص 251، وانظر أيضا كتاب الرؤية (مخطوط) للدارقطني، وهناك مخطوط للجويني يحمل عنوان «مسألة في الرؤية» وهوموجود بمكتبة الإمبروزيانا.
1)هم المتعاملون أوالمتفيهقون الذين لا نصيب كبير لهم في العلم.
2)عنى الجويني هنا المعتزلة.
3)انظر مناقشة القاضي عبد الجبار لما ذهبت إليه الأشاعرة في الرؤية، شرح أصول الخمسة ص 232 - 277، وانظر ما ذكره الجويني هنا في المصدر نفسه ص 248، والمغني في أبواب التوحيد والعدل ج 4 ص 36 وما بعدها.
4)قارن بالإرشاد للجويني ص 171،172.