فهرس الكتاب
الصفحة 160 من 275

ومن لزم الإنصاف، وجانب الاعتساف، تبين أن هذه الآيات مصرحة باتصاف الرب بقوله، ومن أحدث أصواتا في جسم، دالة على غرض له، لا يقال [له] : قال كذا وكذا.

ومما يوضح الحق في ذلك، أن من أصل هؤلاء: أنه لا معنى لكون المتكلم متكلما، إلا أنه فاعل/للكلام 1.

ومساق هذا يقتضي، أن من لم يعلم كون المتكلم فاعلا لكلامه، لا يعلمه متكلما. ونحن على اضطرار، نعلم أن من نراه يتكلم متكلما، قبل أن يخطر ببالنا كونه فاعلا، ولولم يكن لكونه متكلما معنى إلا أنه فاعل للكلام، لما علمه متكلما من لم يعلمه فاعلا.

وليس الأمر كذلك، فإن سبيل معرفة الله تبارك وتعالى متكلما، كسبيل معرفة المتحرك متحركا، ومن رأى جسما يتحرك، اعتقد أنه متحركا، ولم يتوقف عقده على النظر في أنه فاعل للحركة 2.

كذلك من سمع رجلا [يتكلم] اعتقده متكلما، ثم نظر في كونه فاعلا للكلام أوغير فاعل، وإذا تقرر أن الكلام صفة للمتكلم، وليس المراد به كونه فاعلا، فما كان صفة لله تعالى، لم تخل؛ إما أن تكون حادثة،

أوفي ط: الصيغ. في ط: الباري.

الزيادة من ط. في ط: وسياق ذلك.

في ط: للكلام. في ط: أن نعلم كون ما نراه.

في أ: سبل. في ط: المتكلم.

تبارك وتعالى: ليست في ط.

في أ: أوسبيل، والمثبت من ط.

في ط: متحركا. في ط: اعتقده.

في: ليست في ط. في ط: تحركه.

الزيادة من ط. في أ: اعتقد، والمثبت من ط.

في ط: من.

1)انظر استدلال المعتزلة على ذلك في شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص 535 - 537.

2)انظر رد المعتزلة على هذا الاعتراض في شرح الأصول الخمسة ص 536.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام