فهرس الكتاب
الصفحة 147 من 275

والذي دعاهم إلى ذلك، طلبهم ربهم من المحسوسات، وما يتشكل في الأوهام، ويتقدر في مجاري الوساوس، وخواطر الهواجس. وهذا حيد بالكلية عن صفات الإلهية، وأي فرق بين هؤلاء، وبين من يعبد بعض الأجرام العلوية!.

ولواجتمع الأولون والآخرون على أن يدركوا بهذا المسلك الروح- وهوخلق الله تعالى-لم يجدوا إليه سبيلا، فإنه معقول غير محسوس، وقد قال تبارك وتعالى في محكم كتابه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وم?ا أوتيتم من العلم إلا? قليلا (85) 1.

وذهبت طائفة إلى التعطيل 2، من حيث تقاعدت عقولهم عن درك حقيقة في ط: طلبتهم.

في أ: لهذا، والمثبت من ط.

تبارك وتعالى: ليست في ط.

1)سورة الإسراء، الآية 85.

2)التعطيل: مصطلح فني كلامي وضعه أهل السنة لبيان موقف المعتزلة وأسلافهم من الصفات الإلهية، ومعناه نفي الصفات القديمة القائمة بالذات، وأول من عطل ونفى الصفات عن الذات الإلهية الجعد بن درهم (- 124 ه‍) ، وعنه أخذ هذه المقالة الجهم بن صفوان (- 128 ه‍) ، ولما ظهرت المعتزلة سارت على خطى الجهمية في نفي الصفات فقالوا: إن الله عالم بذاته، قادر بذاته، حي بذاته، لا بعلم وقدرة وحياة كصفات قديمة ومعان قائمة به، لأنه لوشاركت هذه الصفات الذات في القدم الذي هوأخص وصف لها، لشاركته في الألوهية وتعددت الآلهة. أي أن المعتزلة لا تنكر الصفات كوجوه واعتبارات عقلية كذات واحدة، ولكنها تنكر إثبات صفات هي ذوات موجودات أزلية قديمة قائمة بذات الله تعالى، وقد عرفت المعتزلة الله باللائية، أي وصفه بصفات السلب لنفى كل تصور بشري عن الذات، ومرجعهم في ذلك قوله تعالى: ليس كمثله شيء.

انظر في ذلك: مقالات الإسلاميين للأشعري ص 155، 164، 165، 494، وشرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص 160 - 168، والفرق بين الفرق ص 93، 94، والتبصير في الدين للإسفراييني ص 60، 96، 97، والملل والنحل للشهرستاني ص 44، ونهاية الإقدام ص 199، والمعتزلة لجار الله ص 69، 71، 72.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام