وهذا مزلة الأقدام، ومثار ضلال الأنام، وعنده افترق جماهير الخلق فرقتين، وثبتت الفرقة المحقة الناجية. ولا بد من التنبيه على سبب الافتراق، وإيضاح ما استحث أهل الحق على الثبات، واجتناب الشتات.
فذهبت طوائف إلى وصف الرب بما تقدس في جلاله عنه عن التحيز بالجهة، حتى انتهى غلاة إلى التشكيك، أوالتمثيل، تعالى الله عن قول الزائغين 1.
في ط: فهذا.
في ط: فهذا.
في ط: الناجية المحقة.
في ط: فلا.
في ط: من.
في أ: بالجهالة، وفي ط: في الجهة.
في ط: التشكيل والتمثيل.
=-المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، لقوله تعالى: ليس كمثله شيء وقوله تعالى: ولم يكن له كفوا أحد (4) ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك. انظر الإنصاف للباقلاني ص 36، والإرشاد للجويني ص 39، والغنية لأبي سعيد المتولي ص 74، وأصول الدين للبغدادي ص 73، وأساس التقديس للرازي ص 16
1)من هذه الطوائف: الهشامية من الروافض أتباع هشام بن الحكم، وزعموا أن معبودهم سبعة أشبار بشبر نفسه، وأنه جسم ذوحد ونهاية، وأنه طويل عريض عميق. ومنهم الهشامية أتباع هشام بن سالم الجواليقي، الذي زعم أن معبوده على صورة الإنسان ولكنه ليس بلحم ولا دم، بل هونور ساطع بياضا. ومن المجسمة أيضا الكرامية: أتباع أبي عبد الله محمد بن كرام، الذي زعم أن الله-تعالى عن قوله- جسم له حد ونهاية من تحته، والجهة التي منها يلاقي عرشه، وأن الله مماس لعرشه وأن العرش مكان له. ومنهم البيانية: أتباع بيان بن سمعان، الذي زعم أن معبوده إنسان من نور على صورة الإنسان في أعضائه، وأنه يفنى كله إلا وجهه. ومنهم المغيرية: أتباع المغيرة بن سعيد العجلي الذي زعم أن معبوده ذوأعضاء، وأن أعضاءه على صور حروف الهجاء ومنهم الجوارية: أتباع داود الجواري الذي وصف معبوده بجميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية. انظر في هذه الفرق، وفرق المجسمة: الفرق بين الفرق للبغدادي ص 48، 202، 214، والتبصير في الدين للإسفراييني ص 42، 99، 116، ومقالات الإسلاميين للأشعري ص 31 - 33، 34، واعتقادات فرق المسلمين للرازي ص 96، وانظر أيضا التجسيم عند المسلمين «مذهب الكرامية» لسهير مختار.