فهرس الكتاب
الصفحة 131 من 275

الأفلاك في جهاتها، فإذا استقامت عبره واستد نظره، وتأمل الأجرام العلوية، وهي دائبة في حركاتها المتناسبة، جائية وذاهبة، وشارقة وغاربة، وتحقق أن الجهات في قضيات العقول متساوية، وأن الذي يدور منها من الشرق إلى الغرب، لا يستحيل في العقل انعكاسه من الغرب إلى الشرق، فإن منخرقها 1 من الهواء لا يختلف، بسبب انعكاسها، ومدارها في الارتفاع والانخفاض لا يتفاوت، بتقدير شروقها في جهة غروبها، وهذا باب يتسع فيه المجال، والإكثار منه يورث الملال.

ومعرفة الجواز في القسم النظري إذا حصل، يلتحق بالمرتبة البديهية، إذ يستحيل أن تكون معرفة أثبت من معرفة، غير أن العاقل لا يفتقر إلى مزيد فكر في الأبنية إذا شاهدها تشاد وتنقض وتعاد، وحركات العلويات لم تعهد إلا على قضية واحدة، والاستمرار على حكم الاعتياد يعمي الذاهل عن سبل الرشاد 2.

فأما المستحيلات، فمثال المدرك البديهي منها، سبق العقل إلى القطع بأن السواد والبياض لا يجتمعان، ولا يكون الجسم في حالة واحدة في ط: شارقة.

في ط: من المشرق إلى المغرب.

في ط: من المغرب إلى المشرق.

في ط: مخترقها.

في ط: اليمين.

في أ: لسبب.

في ط: التي يشاهدها.

في أ: الاعتبار، والمثبت من ط.

في ط: سبيل.

في ط: وأما.

في أ: العاقل.

في أ: أو، والمثبت من ط.

1)المنخرق: الممر. انظر اللسان ج 10 ص 75.

2)وفي الشامل ص 17: «والذي ارتضاه المحققون أن العلوم المرتبطة بضروب النظر لا تختلف ولا تتفاوت، إذ لا يتصور علم أبين من علم، إذ العلم تبيين العلوم ومعرفته واستيقانه. . . والعلم بالشيء الواقع نظرا يماثل به بديهة وضرورة كما تتماثل الحركة الضرورية الحركة الكسبية، والحركتان متماثلتان، ومن حكم المتماثلين وجوب استوائهما في صفات النفس.

وتماثل الحركة الذي عناه الجويني هنا هوأن الأولى تقع معجوزا عنها والثانية تقع مقدورا عليها إلا أنهما يتماثلان في كونهما حركة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام