فهرس الكتاب
الصفحة 116 من 275

أثر عن الأشعري وغيره من الأشاعرة، الذين نفوا أي تأثير لهذه القدرة في مقدورها سوى كسبه 1، فالفعل يقع خلقا من الله تعالى، وكسبا من العبد.

وقد عرض ذلك الأشعري إلى التشنيع الشديد، وضرب خصومه المثل في استحالة الكسب، وعدوه من محالات الكلام فقالوا؛ محالات الكلام ثلاثة: طفرة النظام وأحوال أبي هاشم وكسب الأشعري» 2.

وكان هؤلاء الخصوم يتندرون في ذلك ويقولون: «أدق من كسب الأشعري» 3.

يقول الجويني في النظامية أن من «استراب في أن أفعال العباد واقعة حسب إيثارهم، واختيارهم، واقتدارهم، فهومصاب في عقله، أومستمر على تقليده، مصمم على جهله، ففي المصير إلى أنه لا أثر لقدرة العبد في فعله، قطع طلبات الشرائع، والتكذيب بما جاء به المرسلون» 3.

ولم يكتف إمام الحرمين بذلك، وإنما انتقد ما اعتقده الأشاعرة في الكسب قائلا: «لوأن قائلا قال: العبد مكتسب، وأثر قدرته الاكتساب، والرب تبارك وتعالى مخترع، خالق لما العبد مكتسب له، قيل له: فما الكسب وما معناه وأديرت الأقسام المتقدمة على هذا القائل، فلا يجد عنها مهربا» 4.

ثم يعقد الجويني بابا للنبوات، يرد فيه على منكريها من البراهمة، ثم يعرف المعجزة ويذكر شروطها، وهوهنا يكرر ما جاء في الإرشاد، وما جاء في التمهيد للباقلاني، وينقل الجويني هنا وعلى الأخص في فصل بيان وجه دلالة المعجزة نصوصا كاملة من الإرشاد، ويكرر الأمثلة نفسها التي وردت فيه 5.

1)انظر: اللمع للأشعري ص 118 - 121، وابن فورك، مجرد مقالات الأشعري ص 91، 92، والبغدادي، أصول الدين ص 134، والباقلاني، التمهيد ص 341 - 353.

2)ابن تيمية، منهاج السنة ج 1 ص 127، وأبوعذبة، الروضة البهية ص 56، وابن قيم الجوزية، شفاء العليل ج 1 ص 147.

3)انظر ص 185 - 186.

4)انظر ص. . .

5)انظر ص 189 - 190، وقارن به: الإرشاد ص 307، ولمع الأدلة ص 124.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام