فهرس الكتاب
الصفحة 113 من 275

حادثة 1. . . ويستدل الجويني على قدم الإرادة بأدلة سبقه إليها من تقدمه من الأشاعرة كالأشعري نفسه، والباقلاني 2.

ويناقش إمام الحرمين المعتزلة في صفة الكلام نقاشا مطولا، وكرر هنا آراءه السابقة 3، وآراء المتقدمين عليه من الأشاعرة 4. ودافع بحماس شديد عن كون صفة الكلام صفة ذات قديمة قائمة بذات الله تعالى، أما ما هومسموع وما هومقروء وما هومكتوب في المصاحف من حروف وكلمات فهي مدركات، والمدرك كصوت القارئ فهوحادث، أما المفهوم من هذه المدركات فهوالكلام الأزلي «لا يفارق الذات ولا يزايلها» 4. ثم يعترض الجويني على من سماهم الحشوية والذين قالوا: «إن كلام الله في المصاحف، فسبقوا إلى اعتقاد ثبوت وجود الكلام الأزلي في الدفاتر» 5.

ونسي هؤلاء «أن الكلام لا ينتقل من متكلم إلى دفتر، ولا ينقلب معنى النفس إلى الأصوات سطورا ورسوما وأشكالا ورقوما» 6.

ويوضح الجويني ما أراده بأن ضرب مثل الذي يسمع رسالة الملك فيقول: سمعت الملك ورسالته، لكن الحقيقة أنه لم يسمع صوت الملك ولا حديث نفسه. أما الذي يزعم أنه سمع الكلام الإلهي، فهويضع نفسه في منزلة موسى عليه السلام، الذي سمع كلام الله تعالى بلا واسطة 7.

أما الآيات التي يوحي ظاهرها بالتشبيه، فإن إمام الحرمين يبتعد في فهمها عما قرره في كتبه السابقة 8، وما قرره الأشاعرة من وجوب تأويل هذه

1)انظر ص 148 من هذا الكتاب وقارن به: الإرشاد ص 94، واللمع ص 95، 96.

2)انظر ص 149 من هذا الكتاب، وقارن به: ابن فورك، مجرد مقالات الأشعري ص 69، والباقلاني، التمهيد ص 49.

3)قارن ص 151 من هذا الكتاب بما جاء في الإرشاد ص 104 - 107، وابن فورك، مجرد مقالات الأشعري ص 59 - 61، والباقلاني، الإنصاف ص 31، 32.

4)انظر ص 159.

5)انظر ص 160.

6)المصدر نفسه ص 160 - 161.

7)انضر ص 157 - 158.

8)انظر: الإرشاد ص 155، ولمع الأدلة ص 104.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام