فهرس الكتاب
الصفحة 112 من 275

بقواعد من العقائد على أساليب لم أسبق إليها» 1. لكن ما هي هذه القواعد التي استحدثها هذا الإمام في النسيج العقدي له، وختم بها مواقفه العقدية

بدأ أبوالمعالي تحولاته العقدية بمسألة حدوث العالم، فقد ذهب في كتبه السابقة كالشامل والإرشاد واللمع 2، إلى أن الموجودات الحادثة تنقسم انقساما ذهنيا إلى الثنائية التقليدية المتوارثة وهما الجوهر والعرض. لكنه في النظامية، قرر أن الموجودات الحادثة، هي أجسام محدودة ومتناهية، وأعراض قائمة بها، كألوانها وهيئاتها في تركيباتها وسائر صفاتها، وحدوث هذه الأجسام بحدوث التغير في أعراضها، وهذا يؤدي إلى إثبات الجواز أوالإمكان، ولما كان كل ممكن أوجائز يحتاج إلى موجد يحدثه، ثبت أن العالم محدث بمؤثر مختار أوقعه على مقتضى مشيئته 3.

وفي باب الإلهيات ينقلب الجويني على ما تمسك به في الإرشاد، إذ دافع فيه بحماس شديد عن نظرية الأحوال البهشمية 4، وضرورة استخدامها لبيان الصفات الإلهية.

أما في النظامية فإنه يختصر البحث في العلم بالصفات قائلا: «من انتهض لطلب مدبره، فإن اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهومشبه، وإن اطمأن إلى النفي المحض فهومعطل، وإن قطع بموجود واعترف بالعجز عن درك حقيقته فهوموحد» 5.

ثم ينتقل الجويني إلى البحث فيما يجب لله تعالى من صفات 6، وهوهنا لا يضيف جديدا عما ذكره في الإرشاد واللمع، فالله تعالى له صفات نفسية وصفات معنوية، ثم يهاجم المعتزلة الذين قرروا أن إرادة الله

1)انظر ص 122 - 123.

2)قارن: الجويني، الإرشاد ص 22 - 27، واللمع ص 87 - 92، وص 129 من هذا الكتاب.

3)انظر ص 130 - 131.

4)الجويني، الإرشاد ص 80.

5)انظر ص 142 - 143.

6)انظر ص 138 - 150 من هذا الكتاب، وقارن به: الإرشاد ص 79، 87، 88، واللمع ص 93 - 102.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام