فهرس الكتاب
الصفحة 111 من 275

السنة والجماعة، بناء على طلب من أصحابه وتلامذته الذين سئموا من المطولات الكلامية 1.

أما العقيدة النظامية، فكان يظن عند البعض أنها آخر مؤلف لإمام الحرمين 2، فيما ذهب آخرون إلى أنها آخر مؤلف له في العقيدة. والحقيقة أنها ليست بهذا ولا ذاك، وإنما يعد كتاب مدارك العقول هوآخر مؤلف للجويني سواء في العقيدة أوغيرها، إذ ذكر الجويني في خاتمة الغياثي أنه افتتح كتابا باسم نظام الملك أيضا «مضمونه ذكر مدارك العقول» 4. وقال في المدارك: «سأنخل فيها ثمرات الألباب، وأنتزع من ملتطم الشبهات صفوة اللباب، وأتركه عبرة في ارتباك المشكلات، واشتباك المعضلات» 5. لكن الجويني قد توفي قبل أن يتم مدارك العقول. لذا فإن العقيدة النظامية، هي آخر مؤلف لإمام الحرمين وصل إلينا.

والقصد من هذا الاهتمام بالترتيب الزمني لمؤلفات الجويني الكلامية، هومعرفة التطور العقدي عند هذا الإمام بدءا بالشامل وانتهاء بالعقيدة النظامية، أما مدارك العقول فلا نعرف له ذكرا في فهارس المخطوطات الإسلامية.

تعد العقيدة النظامية جزءا من كتاب أشمل هوالنظامية في الأركان الإسلامية، لكن هذا الكتاب لم يصل إلينا كاملا، وكأن العلماء قد أولوا العقيدة جل اهتمامهم، وأغفلوا بقية الكتاب، التي بحث فيها إمام الحرمين مسائل فقهية: كالصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، واكتفوا بما ذكره حول هذه المسائل في كتبه الفقهية الأخرى 6.

وتكمن أهمية العقيدة النظامية بأنها شاهد حي على التحول غير الجذري الذي ختم به إمام الحرمين آراءه الكلامية، إذ يقول في مقدمتها: «وقد صدرتها

1)الجويني، لمع الأدلة ص 85.

2)المذاري، اللمعة في الاعتقاد ص 54.

3)محمد الزحيلي، الإمام الجويني ص 108.

4)الجويني، غياث الأمم ص 526.

5)المصدر نفسه ص 526.

6)الجويني، العقيدة النظامية، مقدمة المحقق الكوثري ص 4.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام