فهرس الكتاب
الصفحة 110 من 275

*تحليل العقيدة النظامية:

يرجع تسمية هذا المصنف بالعقيدة النظامية نسبة إلى نظام الملك كما أسلفنا، وهذا الوزير لم يأل جهدا في إعادة الاعتبار للأشاعرة بعد الضائقة التي حلت بهم في نيسابور، واعترافا بهذا الجميل من جهة، وللعلاقة الوطيدة التي ربطت إمام الحرمين بهذا الوزير من جهة أخرى، ألف له الجويني النظامي والغياثي ليستمر ذكره عبر الزمان.

وقد استفاد الجويني إفادة عظيمة من اطلاعه على علوم الأوائل من منطق وفلسفة، إذ لا نجد له مؤلفا في الأصول إلا وقد حشد فيه الكثير من الاستدلالات والأقيسة العقلية 1. ويمكن القول: إن الجويني قد مهد لطريقة المتأخرين من الأشاعرة في تناول المسائل الأصولية 2، كما كان الباقلاني رائد طريقة المتقدمين التي اختزلت بالقاعدة التي تقول: إن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول 3.

وقد ظهرت طريقة المتأخرين واضحة مع تلميذ إمام الحرمين، الإمام الغزالي، ومن بعده فخر الدين الرازي، وسيف الدين الآمدي، لكن الرازي والآمدي وغيرهما من المتأخرين توغلوا في المزج بين المسائل الكلامية وقضايا المنطق والفلسفة 4، بحيث أصبح متعذرا في مؤلفاتهم التمييز بين ما هوكلامي وما هوفلسفي 5.

بدأ الجويني التصنيف في علم الكلام بكتابه: الشامل بالأدلة العقلية وأصول المسائل الدينية، ثم لخصه في كتابه: الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد 6، ثم لخص الإرشاد في كتابه: لمع الأدلة في قواعد أهل

1)جلال موسى، نشأة الأشعرية وتطورها ص 321.

2)ابن خلدون، المقدمة ص 465، وسعيد العلوي، الخطاب الأشعري ص 8.

3)ابن خلدون، المقدمة ص 465، وسعيد العلوي، الخطاب الأشعري ص 8.

4)سعيد العلوي، الخطاب الأشعري ص 8 - 9.

5)محمد علي أبوريان، تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام ص 56.

6)ابن خلدون، المقدمة ص 465.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام