7461 -حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على مسيلمة في أصحابه، فقال: لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله .
الشرح:
وهذا قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء وفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة وذلك في عام الوفود في السنة التاسعة، فجلس مسيلمة وصاحب معه عند رحل قومهم، وذهب قومه ليبايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال مسيلمة لصاحبه -ولم يكن قد ظهر أمره بعد- قال: لو أشركني محمد في النبوة لبايعته. فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه قطعة عصا وقال له: (لو سألتني هذه القطعة، ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله) .
والشاهد قوله: (ولن تعدو أمر الله فيك) : أي: كلامه -سبحانه- فيما قضاه وقدره عليك من الشقاوة والسعادة.، ثم قال: (ولئن أدبرت) : أي: عن الإسلام. (ليعقرنك الله) : أي: ليهلكنك الله. وجاء بعد ذلك أن مسيلمة قال في كتاب بعثه للنبي - صلى الله عليه وسلم - (إن الأرض بيننا نصفين، ولكن قريشًا يعتدون) فكتب له النبي - صلى الله عليه وسلم: من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين .
فالحاصل أن الشقاوة والسعادة، إنما كانت بأمر الله -تعالى- كما سبق في حديث ابن مسعود أن الملك يؤمر بأربع كلمات: عمله، وأجله، ورزقه، وشقي، أو سعيد. والكلمات هي كلمات الله.