7502 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني سليمان بن بلال عن معاوية بن أبي مزرد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة -رضي الله عنهم- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك، ثم قال أبو هريرة فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ .
الشرح:
هذا فيه وجوب صلة الرحم، وأنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه، فالله -تعالى- يصل من وصل الرحم، ويقطع من قطعها، والحديث فيه وعيد شديد على من قطع الرحم، وأن قطيعة الرحم من الإفساد في الأرض، وأنه متوعد باللعن والصمم وإعماء الأبصار والعياذ بالله. والرحم هو القرابة من جهة الأب ومن جهة الأم، وأقرب الرحم أمك وأبوك، ثم الأبناء والبنات، ثم أبناء البنين وأبناء البنات، ثم الأخوة والأخوات الأشقاء، ثم الأخوة والأخوات لأب، والأخوة والأخوات لأم، ثم أبناء الأخوة والأشقاء، وأبناء الأخوة لأب، وأبناء الأخوة لأم، ثم الأعمام الأشقاء أو لأب أو لأم، ثم أبناء الأعمال وهكذا، الأقرب فالأقرب كما قال أحدهم: (أمك وأباك، أختك وأخاك، ثم أدناك فأدناك) .
وليس واجبًا في صلة الرحم أن يكون الواصل محرمًا للموصولة، فيجوز أن يصل بنت عمه ويبلغها السلام، وإن كانت فقيرة فعليه الإنفاق عليها.
والشاهد قوله: (ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك) ففيه إثبات القول لله، وأنه صفة من صفاته. وكلام الله قديم النوع حادث الآحاد، فنوع الكلام قديم، لكن أفراده حادثة، قال -تعالى-: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فهذا نص القرآن، أما الأشاعرة فيقولون: كلام الله قديم؛ لأنه المعنى وهو قائم بذاته، وينكرون أن يكون الحرف والصوت من كلام الله، والعَيْنِيّ -رحمه الله- على مذهب الأشاعرة في هذا.