7507 - حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله سمعت عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: سمعت أبا هريرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن عبدًا أصاب ذنبًا، وربما قال: أذنب ذنبًا، فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا، أو أذنب ذنبًا، فقال: رب أذنبت، أو أصبت آخر، فاغفره فقال: أعلم عبدي أن له ربًّا، يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، -وربما قال: أصاب ذنبًا- فقال: رب أصبت، أو قال: أذنبت آخر، فاغفره لي فقال: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثًا، فليعمل ما شاء .
الشرح:
هذا حديث عظيم فيه بيان سعة رحمة الله -تبارك وتعالى- وفضله على عباده، قوله: (فليعمل ما شاء) هذا ليس إذنًا في المعاصي، ولكن المراد أنه ما دام كذلك، كلما أذنب تاب، فلا يضره الذنب بعد التوبة؛ لأن التوبة تَجُبُّ ما قبلها، لكن على الإنسان الحذر من المعاصي؛ لأنه قد لا يوفق للتوبة. والتوبة لا بد أن تكون نصوحًا بشروطها المعروفة وهي:
1 -الإقلاع عن الذنب.
2 -الندم على ما مضى.
3 -العزم على ألا يعود للذنب الذي فعله، وقد يبتلى بفعل الذنب مرة أخرى أو بغيره، فالتوبة الماضية تمحو الذنب السابق، والذنب الجديد يحتاج إلى توبة جديدة وهكذا، قال -تعالى-: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، والمعنى أن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب، والواجب تعاهد النفس بالتوبة دائمًا.
أما قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الله -تعالى- في أهل بدر اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم المعنى أنهم مسددون وموفقون للتوبة، فمن أذنب منهم فإن الله -تعالى- يوفقهم للتوبة، وهل يشترط التوبة من جميع الذنوب حتى تقبل التوبة، أم أن التوبة تتبعض، الصواب الثاني، وهو أن التوبة تتبعض، فقد يتوب من ذنب ويصر على الذنب الآخر، فإذا كان يشرب الخمر، ويسرق ثم تاب من شربه الخمر، ولم يتب من السرقة، صحت توبته من شربه للخمر، وبقي عليه إثم السرقة.
والشاهد قوله: (فقال ربي أعلم عبدي...) ففيه إثبات القول لله عز وجل.