فهرس الكتاب
الصفحة 39 من 209

باب: قول الله:"كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ"

حديث:"هذا أيسر"

16-باب قول الله -تعالى- كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ

7406 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أعوذ بوجهك، فقال: أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أعوذ بوجهك قال: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا أيسر .

الشرح:

هذه الترجمة فيها إثبات الوجه لله -عز وجل- وأن لله -تعالى- وجه لا يشبه وجوه المخلوقين، وهو من الصفات الذاتية، قال -تعالى-: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ .

وبعض المبتدعة يفسرون الوجه بالذات، وقصدهم من ذلك إنكار الصفة. ويقولون في قوله -تعالى-: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ أي: ذاته، فهؤلاء أنكروا الوجه. والآية فيها إثبات الذات لله -عز وجل- وإثبات الوجه، فالله -تعالى- هو الباقي بذاته، وجهه من صفاته الذاتية.

قوله: (أعوذ بوجهك.... إلى قوله(هذه أيسر) : في رواية أخرى: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا الله -تعالى- بثلاث دعوات، فأجيب باثنتين، ومنع من الثالثة، دعا الله ألا يهلك أمته بعذاب من السماء فأجيب، وألا يهلكهم بعذاب من تحت أرجلهم فأجيب، ودعا الله ألا يهلك بعضهم ببعض فمنع فدل على أن الاقتتال، والتفرق حاصل في الأمة.

قوله: (هذه أيسر) في رواية (هذه أهون) .

فائدة:

قول العَيْنِيّ نقلا، عن ابن بطال (والحديث دلالة على أن لله وجهًا، وهو من صفة ذاته، وليس بجارحة ولا كالوجوه التي نشاهدها في المخلوقين...) .

قلت: قوله: (وليس بجارحة) لا ينبغي ذكره، بل يقال: لله وجه لا يشبه وجوه المخلوقين، أما إطلاق لفظ الجارحة كل هذا لا دليل عليه، بل هو مما أحدث.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام