فهرس الكتاب
الصفحة 24 من 209

باب:"إن لله مائة اسم إلا واحدًا"

حديث:"إن لله تسعة وتسعين اسما"

12 -باب إن لله مائة اسم إلا واحدًا

قال ابن عباس ذو الجلال: العظمة، البر: اللطيف.

7392 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة .

الشرح:

هذا فيه إثبات أن لله -تعالى- أسماء حسنى ثابتة في الكتاب والسنة والأسماء والصفات توقيفية، ليست مخترعة يخترعها الناس من عند أنفسهم، بل ما جاء في القرآن والسنة الصحيحة من أسماء الله وصفاته الحسنى أثبتناه، وما لم يأت لا نثبته، فلا يصح أن نخترع من عند أنفسنا أسماء وصفات له سبحانه وتعالى.

وفي هذا الحديث إثبات أن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة.

وأسماء الله ليست محصورة بهذا العدد، وليس المراد من الحديث الحصر، بل أسماء الله كثيرة منها ما يعلمه العباد، ومنها ما لا يعلمونه، يدل على ذلك الحديث المشهور أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك... الحديث. فهناك أسماء استأثر الله بعلم الغيب عِنده، فدل على أن أسماء الله ليست محصورة بهذا العدد، لكن معنى الحديث (أن لله تسعة وتسعين اسما) موصوفة بهذا الوصف، وهو أن من أحصاها دخل الجنة.

واختلف العلماء في معنى قوله: (من أحصاها) فقيل: المعنى عَدُّها، وقيل: المعنى حفظها، وقيل: المعنى العمل بها، وقيل: التوسل إلى الله بها، وسؤال الله بها، والاستعاذة منها، ولعل جميع هذه المعاني مرادة. وهذه الأسماء لم تُحدَّد ولم تُعيَّن، والحكمة -والله أعلم- ليجتهد العباد، ويجتهد طالب العلم في البحث عنها، وتتبعها من الكتاب والسنة، كما أن الله -تعالى- أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ حتى يجتهد العباد في جميع العشر، وكما أخفى الله ساعة الجمعة؛ حتى يجتهد العباد في تحصيل ساعة العصر.

أما تعداد هذه الأسماء في بعض الأحاديث، فالصواب أنه مدرج، كما قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في البلوغ، فتعداد التسعة والتعين اسمًا مدرجًا، ليس من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ، والمقصود أن هذا الحديث: يفيد أن لله تسعة وتسعين اسمًا، موصوفة، كما ذكرنا أن من أحصاها دخل الجنة.

فائدة:

مسألة الاسم هل هو المسمى، أو غير المسمى المسالة فيها تفصيل، فإن أريد أن هناك أسماء مستقلَّة، فغير صحيح، أما إن أريد أن الله تعالى مسمى بهذا الاسم، وأن هذه الأسماء دالة على ذاته -سبحانه- فهذا هو المراد وهو الصحيح. والمقصود أنه لا يقال: إن الاسم هو المسمى، ولا يقال: إن الاسم غير المسمى، بل لا بد من التفصيل، كما ذكرنا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام