7543 - حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود ما تصنعون بهما؟ قالوا: نسخم وجوههما، ونخزيهما، قال: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فجاءوا فقالوا لرجل: ممن يرضون، يا أعور اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها، فوضع يده عليه، قال: ارفع يدك، فرفع يده، فإذا فيه آية الرجم تلوح، فقال: يا محمد إن عليهما الرجم، ولكنا نكاتمه بيننا، فأمر بهما فرجما، فرأيته يجانئ عليها الحجارة .
الشرح:
قوله: (نسخم) التسخيم: هو تسويد الوجه، فيسودون وجه الزاني والزانية بفحم، أو غيره، ثم يُركبونهما على بعير، أو حمار مقلوبين، وجه هذا إلى وجه هذا، ويطاف بهما في الأسواق، وهذا بدل الحد الذي شرعه الله، وهو الرجم، وهذا من التغيير الذي غيروه، فلما حصلت الواقعة قالوا: نترافع إلى محمد لعله يسقط عنا الرجم، فيكون حجة لنا عند الله.
قوله: (يا أعور) يقال له: ابن صُوريا قوله: (فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها) أي: أنه قرأ التوراة فلما وصل إلى آيه الرجم، وضع يده عليها، وقرأ ما قبلها وما بعدها، قوله: (تلوح) أي: تظهر واضحة، وفي الرواية الأخرى (أن عبد الله بن سلام الصحابي الجليل، هو الذي قال: ارفع يدك) قوله: (ولكنا نتكاتمه بيننا) أي: يكتمون الرجم، ولا ينفذونه فيما بينهم، وفي الرواية الأخرى (أنه كثر في أشرافهم) وفي رواية أخرى أنه زنى رجل من الأشراف، فلم يقيموا عليه الحد، فزنى رجل من الضعفاء، أرادوا أن يقيموا عليه الحد، فقال بعضهم: لا تقيموا عليه الحد حتى تقيموه على صاحبكم، أي: الغنى، فاتفقوا على أمر يقيموه على الشريف والوضيع، وهو تسخيم الوجه وفضحهم بأن يركبوهم على دابتين مقلوبين، ويطوفون بهما في الأسواق، وفي بعضها (زيادة الجلد) . قوله: (يجانئ عنها الحجارة) وفي رواية أخرى (يجنئ) وفي رواية (يقيها الحجارة بنفسه) والمعنى: أنه لما أقيم الحد على الرجل والمرأة صار من محبته لها، يقيها بنفسه الحجارة حتى عند الموت.