35 -باب قول الله تعالى يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ حق وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ باللعب.
الشرح:
هذه الترجمة كالسابقة، فيها إثبات الكلام لله -عز وجل- وأن الله -تعالى- يتكلم بكلام مسموع، يسمعه من شاء من خلقه، بحرف وصوت يسمع، وفيه أن كلام الله منه القرآن وغير القرآن، فالقرآن من كلام الله، كذلك الكتب المنزلة تكلم الله بها، فقوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ يشمل القرآن وغير القرآن. والله -تعالى- يسمع من يشاء من خلقه فسمعه جبريل وسمعه نبينا -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج، وسمعه موسى وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ويكلم الله -تعالى- العباد يوم القيامة، فيكلم آدم فيقول -سبحانه-: يا آدم أخرج بعث النار بحرف وصوت يسمع كما سبق.
وقوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ هذا جاء في المنافقين في سورة الفتح، كما قال تعالى: سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا فالله -تعالى- أخبر أنهم لم يتبعوا المؤمنين لذلك قال: لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ .
قوله إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ أي: حق المقصود القرآن، ففيه إثبات أن القرآن قول، وأنه قول الله وكلامه، قوله: وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ أي: باللعب بل هو جد.