7536 - حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربه قال: إذا تقرب العبد إليّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة .
7537 - حدثنا مسدد عن يحيى عن التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة قال: ربما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا تقرب العبد مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإذا تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا أو بوعًا وقال معتمر سمعت أبي، سمعت أنسًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربه، عز وجل.
الشرح:
قوله: (تقرب مني شبرًا، تقربت منه ذراعًا، وإذا تقرب مني ذراعًا، تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) هذه كلها من الصفات التي تمر، كما جاءت من غير تفسير لمعنى الكيفية؛ ولهذا قال السلف -رحمهم الله-: أَمِرُّوها كما جاءت من غير كَيْفٍ، فهي تثبت لله -عز وجل- على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف لمعناها، وآثارها أن الله -تعالى- أسرع بالخير من العبد، وأن الله -تعالى- لا يقطع الثواب عن العبد، حتى يكون العبد هو الذي يقطع العمل.
وأخطأ من قال: إن هذه الصفات الواردة في الحديث هي على سبل المجاز، على الله، أو على وجه المشاكلة، أو على وجه الاستعارة، أو إرادة لوازمها، فكل هذا غلط، فالصواب أنها تطلق على الله كما أطلقها الله على نفسه على لسان رسوله، وهو أعلم الخلق بالله، تعالى.
قال تعالى: قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وفي الحديث أن المطيع متقرب إلى الله -عز وجل- فالعابد، والسائل أقرب إلى الله من غيرهم؛ ولهذا جاء في الحديث: أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد ولما ارتفعت أصوات الصحابة بالتكبير في بعض الغزوات، كما في حديث أبي موسى الأشعري قال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته اربعوا: أي: ارفقوا، وقال تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ فالساجد مقترب من الله -تعالى- بالطاعة.