باب قول الله:"لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ"
حديث:"يجمع الله المؤمنين يوم القيامة"
19 -باب قول الله تعالى: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ
7409 - حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناك، ويذكر لهم خطيئته التي أصابها، ولكن ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحًا فيقول: لست هناك، ويذكر خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناكم، ويذكر لهم خطاياه التي أصابها، ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما، فيأتون موسى فيقول: لست هناكم، ويذكر لهم خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه، فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- عبدًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأنطلق فأستأذن على ربي، فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: لي ارفع محمد وقل: يُسمع وسل تعطه، واشفع تشفع، فأحمد ربي بمحامد علمنيها، ثم أشفع فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء الله، أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي، حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع، فأقول: يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة .
الشرح:
قوله: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ الآية خطاب من الله -تعالى- لإبليس لما امتنع من السجود لآدم
وأراد المؤلف -رحمه الله- من الترجمة إثبات اليدين لله عز وجل وأن لله يدين اثنتين؛ ولهذا أخبر الله عنهما بالتثنية مضافة إليه -سبحانه- أي: إلى ضمير نفسه. أما قوله -تعالى-: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ فالمراد إثبات جنس اليد مضافة إلى ضمير مفرد، وكذلك قوله -تعالى-: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أضيفت إلى نون الجمع للتعظيم، وهو أسلوب عربي معروف. أما قوله: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وقوله: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ فهذا صريح في إثبات اليدين لله -عز وجل- وأن له -سبحانه- يدين اثنتين.
وقد أوّلها بعض أهل الكلام بالقدرة أو بالنعمة، وهذا تأويل باطل؛ لأن المعنى يفسد، فيكون التقدير: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أي: بنعمتي أو بقدرتي؟ فهذا غير صحيح؛ لأن نعم الله -تعالى- كثيرة ليست محصورة في اثنتين، ولا يقال: إن معنى قوله: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ بقدرتي؛ لأنه بذلك يحصر قدرة الله -تعالى- بقدرتين، فدل ذلك على فساد هذا المعنى وبطلانه. ولو كان اليد معناها القدرة لما كان هناك ميزة لآدم على إبليس. والله -تعالى- جعل خلقه لآدم بيديه ميزة له، ففي يوم القيامة يقول الناس لآدم (خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته..) ولو كان اليد معناها القدرة، لقال إبليس وأنا خلقتني بقدرتك، فما فضل آدم علي، فإبليس أعرف بالله من هؤلاء الذين نفوا يدي الله تعالى.
قوله: (يجمع الله المؤمنين يوم القيامة، كذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا...) : هذا في موقف القيامة حينما يشتد الكرب على الناس، وتدنو الشمس من الرؤوس يقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا: أي: لو طلبنا أحدًا يشفع لنا. فيأتون -أولا- آدم ثم يأتون نوحًا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم يأتون نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وكلهم يعتذر حتى تصل النوبة إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيقبل كلامهم، فيشفع عند الله -عز وجل- فيشفعه الله تعالى.
قوله: (خلقك بيده) : هذا هو الشاهد من الحديث، وهو إثبات اليد لله تعالى.
قوله: (وعلمك أسماء كل شيء) : هذه من الخصائص لآدم -عليه الصلاة والسلام-، خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء. وفي لفظ آخر: (ونفخ فيك من روحه) .
قوله: (ويذكر خطيئته التي أصاب) : خطيئته هي أكله من الشجرة هو زوجه حواء، لكنه -عليه الصلاة والسلام- تاب منها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والموقف عظيم فمع أنه تاب ورُفع عنه الذنب، فمع ذلك يعتذر، ولا يزال يذكر خطيئته، وإن كان قد تاب منها، وفي لفظ آخر أن كل نبي يقول: (إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب مثله، ولن يغضب بعده مثله) : فيذكر آدم خطيئته وهي أكله من الشجرة، ونوح يذكر خطيئته ويقول: إني دعوت على أهل الأرض، وإبراهيم يذكر كذباته الثلاث، وموسى يذكر قتله للنفس قبل النبوة، وعيسى لا يذكر ذنبًا إلا أنه يذكر: إن الناس اتخذوه وأمه إلهين من دون الله.
قوله: (ائتوا نوحًا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض) : هذا من خصائص نوح -عليه السلام- وهو صريح أنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، وآدم -عليه السلام- قبله رسول لكنه رسول إلى بنيه لا إلى أهل الأرض كلهم، لأنه ليس هناك إلا بنيه في ذلك الوقت؛ ولأن الشرك لم يقع في عهد آدم فأرسل إلى بنيه. كما قال ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله -تعالى- كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على التوحيد): فنوح أرسل إلى بنيه وغير بنيه، إلى قوم مشركين، وقع بينهم الشرك، وأما آدم فلم يرسل إلا لبنيه، ولم يقع بينهم الشرك، إنما وقعت بينهم المعاصي كقصة قابيل حينما قتل أخاه هابيل وقيل: إن آدم ليس رسولا إنما هو نبي نبأه الله بما يعمله في نفسه وبنيه. فآدم إن قيل: إنه رسول، فلم يرسل إلى قوم مشركين، وإن قيل: إنه نبي كان نوح أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض.
قوله: فيأتون إبراهيم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها): وهي الكذبات الثلاث التي يجادل بهن، عن دين الله، وهي في الحقيقة ليست كذبات، ولكنها تورية، لكن لما كان المقام مقامًا عظيمًا اعتذر. قال، عن نفسه: إِنِّي سَقِيمٌ فلما ذهبوا أخذ الفأس وكسر أصنامهم، وجعله على الصنم الأكبر، فلما جاءوا، وسألوه من فعل هذا بآلهتنا قال: كبيرهم. فالأولى: قوله: إني سقيم. والثانية: قوله: بل فعله كبيرهم. والثالثة: قوله: عن زوجته أنها أخته، وتأول أنها أخته في الإسلام. فهي تورية، ومع ذلك يعتذر؛ لهذا جاء في الحديث: (اثنتين في ذات الله) وهي قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم،والثالثة: تتعلق بزوجته.
قوله: (فيأتون موسى ويذكر لهم خطيئته التي أصابها) : وهي قتله القبطي قبل النبوة؛ لأن موسى -عليه السلام- نصر الإسرائيلي، وضرب القبطي وهولا يريد قتله فمات؛ لذلك عيره فرعون بقتله القبطي بقوله: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ .
قوله: (ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه) : هذه صفات عيسى عليه السلام. فهو عبد الله؛ لأنه من بني آدم من البشر، خلقه الله من أمه مريم بلا أب، وهو رسول أرسله الله إلى بني إسرائيل (وكلمته) : أي: أنه مخلوق بالكلمة، خلقه الله بكلمة (كن) فكان، وليس المراد هو الكلمة كما تقوله النصارى ؛ لأن النصارى يقولون: هو نفسه الكلمة فهو جزء من الله. نعوذ بالله مما قالوا؛ ولذلك كفروا بذلك، فعيسى خلقه الله بكلمة (كن) وليس هو الكلمة كما قال -تعالى-: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وقد كفر النصارى بقولهم: إنه جزء من الله، أو أنه ابن الله، أو أنه ثالث ثلاثة.
قوله: (ثم يقال لي: ارفع محمد قل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع) : هذا فيه دليل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يبدأ بالشفاعة -أولا- حتى يأتيه الإذن، فإذا رأى ربه يخرّ ساجدًا، فيحمد الله، ويثني عليه بمحامد، يفتحها الله عليه في ذلك الموقف، ثم لا يزال ساجدا، ويدعه الله ما شاء أن يدعه، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع واشفع تشفع. فهذا هو الإذن، دل عليه قوله -تعالى-: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ فأشرف الخلق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك لا يستطيع أن يشفع إلا بإذن من الله، سبحانه وتعالى.
والشفاعة لها شرطان:
1 -إذن الله للشافع أن يشفع. ولو كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2 -أن يرضى الله، عن المشفوع له. فتبين أن الشفاعة فضل من الله وإلى الله، لكنها كرامة يكرم الله -تعالى- بها الشافع.
قوله: (فيحد لي، حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع.... ثم أرجع فأقول: يا رب ما بقي في النار) هذا فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يشفع ثلاث شفاعات، في كل مرة يحد الله له حدا، ثم يقولك (يا رب ما بقي في النار، إلا من حبسه القرآن، ووجب عليه الخلود) : أي: لم يبق في النار إلا من أخبر الله أنه في القرآن مخلد، وهم الكفار. ولم يبق من عصاة الموحدين أحد في النار. وهذا قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- بحسب علمه، وإلا فإنه قد ثبت في حديث آخر أنه يبقى بقية لا تنالهم الشفاعة، فيخرجهم رب العالمين برحمته. وذلك بعد شفاعة الأنبياء والملائكة والأفراط والشهداء، فيخرج قومًا لم يعملوا خيرًا قط، أي: زيادة على التوحيد والإيمان. ولا يبق في النار أحد من عصاة الموحدين. ثم تغلق النار على الكفار بجميع أصنافهم، كما قال -تعالى-: إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ أي: مطبقة مغلقة. وهؤلاء ليس لهم نصيب من الشفاعة والعياذ بالله.
قوله: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة... ما يزن من الخير ذرة) : في لفظ آخر: يخرج من النار من في قلبه مثقال حبة من خردل وفي لفظ آخر: أنه يشفع فيقال: أخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، ثم يقال: في الثانية أخرج من النار من كان في قلبه مثقال أدنى حبة من إيمان، ثم في الثالثة أخرج من النار، من كان في قلبه مثقال أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان وفي بعضها أنه يشفع أربع شفاعات، عليه الصلاة والسلام.
والمراد أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى، وأقل شيء من الإيمان، ومعلوم أنه لا يبقى في قلبه شيء من الإيمان إلا إذا كان مُوحِّدًا، أما إذا كان مشركًا، فلا يبقى في قلبه شيء من الإيمان؛ لأن الشرك يُذهب الإيمان. والمراد من الحديث من كان مُوَحِّدًا لكن كثرت معاصيه، وعظمت حتى أضعفت إيمانه؛ لأن المُوَحِّد لا بد أن يبقى في قلبه شيء من الإيمان. والإيمان إنما يبقى إذا سلم من الشرك الأكبر والكفر الأكبر والنفاق الأكبر، فإذا سلم من هذه الأمور الثلاثة، فلا بد أن يبقى في قلبه شيء من الإيمان، ولو عظمت المعاصي، أو كثرت.
فائدة:
من ترك الصلاة ولو متساهلا، الصواب إن هذا كفر وردة تقضي على الإيمان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بين الرجل والكفر ترك الصلاة ولأن الصلاة شرط في صحة الإيمان فإذا لم يصلِّ، فإنه غير مؤمن كما لو صلى بغير وضوء، فإذا كان الوضوء شرطًا في صحة الصلاة، فكذلك الصلاة شرط في صحة الإيمان. والمسألة فيها خلاف، فهذا الذي ذكرناه أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم، والفقهاء المتأخرون اختلفوا، منهم من قال: إن المراد بالكفر بالحديث الكفر الأصغر، والصواب أنه كفر أكبر. وبعضهم أشكل عليه بعض الأحاديث التي فيها فضل التوحيد، وفضل من قال لا إله إلا الله، والجواب، عن هذا: أن فعل الصلاة شرط في صحة التوحيد والإيمان، فإذا لم يصلِّ لم يصحَّ إيمانه ولا توحيده، وحينئذ يزول الإشكال.
فائدة:
في الحديث إثبات أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرى ربه في الموقف؛ لقوله: (فإذا رأيت ربي) أما رؤية الناس لربهم في الموقف ففيها أقوال:
الأول: أن أهل الموقف كلهم يرون ربهم. جاء في بعض الأحاديث: أن أهل الموقف كلهم يرونه كافرهم ومؤمنهم، ثم يحتجب عن الكفار .
الثاني: أن الذي يراه المؤمنون والمنافقون: جاء في الحديث الآخر: أنه يراه المؤمنون والمنافقون، ثم يسجد المؤمنون، أما المنافقون فيجعل الله ظهر كل واحد منهم طبقًا واحدًا .
القول الثالث: أنه لا يراه إلا المؤمنون. أما الكفار فقال الله -تعالى- فيهم: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ لكن بعض العلماء قال: إنهم يرونه في الموقف، ثم يحتجب عنهم. وقال آخرون: إن الله -تعالى- يحتجب، عن الكفار حتى في الموقف.
فائدة:
دخول من يخرج من النار إلى الجنة ظاهر الأحاديث، أنه يكون بعد مدة، ويكون بعد السابقين لدخولها وبعظم ذنبه+ تطول مدة مكثه في النار على حسب جرمه كالقاتل، قال -تعالى-: خَالِدًا فِيهَا أي: ماكثًا مكثًا طويلا. وقد ثبت أن آخر أهل النار خروجًا، وآخر أهل الجنة دخولا يعطى مثل ملك من ملوك الدنيا خمسين مرة، وله مع ذلك ما اشتهت نفسه ولذة عينه.
ولا يفنى شباب أهل الجنة، ويؤمنون من المرض والشيخوخة والكبر والبصاق والمخاط والبول والغائط والهموم والأحزان، وهذه كلها زيادات لا تحصل لملوك الدنيا.
فائدة:
الخوارج والمعتزلة ينكرون شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إخراج عصاة المُوَحِّدين من النار ويقولون: العصاة مخلدون في النار، مثل الكفار سواء بسواء، وهذا من أبطل الباطل، فأحاديث الشفاعة متواترة، وفيها رد عليهم.
فائدة:
مسألة: هل تقع الكبائر والصغائر من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟
الجواب: الأنبياء تقع منهم الصغائر ولا يُقرّون عليها، قال الله -تعالى-: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وقال عن موسى: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وقال عن داود فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فهذا صريح في وقوع صغائر الذنوب منهم، لكن الأنبياء معصومون من الشرك والكبائر على الصحيح، وكذلك معصومون، عن الخطأ، فيما يُبَلغون، عن الله، لكن قد يقع منهم خلاف الأَوْلَى، وقد تكون صغائر في حقهم قال -تعالى-: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى الآية. هذا وقع من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، عاتبه الله في ذلك، جاء في بعضها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا جاءه ابن أم مكتوم قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي .