فهرس الكتاب
الصفحة 204 من 209

حديث:"إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة"

7557 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم .

7558 - حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم .

7559 - حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله -عز وجل- ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو شعيرة .

الشرح:

هذه الأحاديث الثلاثة فيها تحريم الصور وأن التصوير من كبائر الذنوب، وأن المصور من أظلم الناس، فهو يعذب يوم القيامة، ويؤمر بإحياء ما خلق تعجيزًا له، وتبكيتًا وتعذيبًا له؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر: من صور صورة، كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ وفي الحديث الأول قال: (أحيوا ما خلقتم) . والحديث الثالث حديث قدسي من كلام الله -عز وجل- يقول الله -تعالى-: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) أي: لا أشد ظلمًا منه. ثم قال: فليخلقوا حبة...) إلخ. هذا تعجيز لهم؛ لأنهم لا يستطيعون ذلك، والخلق -كما سبق- يطلق على شيئين:

1 -يطلق على الإيجاد والاختراع والبرء، وهذا لا يقدر عليه، إلا الله عز وجل.

2 -يطلق على التقدير والتصوير وضم الأشياء بعضها إلى بعض، فهذا ينسب إلى المخلوق، ومنه قوله: (أحيوا ما خلقتم) أي: ما صورتم وقدرتم، ومنه قوله تعالى: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ أي: أحسن الخالقين المقدرين المصورين، لا المنشئين المخترعين، فليس هناك منشئ ولا مخترع إلا الله -عز وجل-، ومنه قوله -تعالى- في عيسى -عليه السلام-: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ أي: تصور وتقدر، فعيسى -عليه السلام- يصور، ويقدر، وينفخ فيه، ثم يخلق الله -تعالى- فيه الروح، فالخلق والإيجاد من الله -تعالى- والتصوير والتقدير لعيسى عليه السلام. فالمصورون لا ينشئون، إنما يصورون، ويقدرون.

وفي الحديث تحريم الصور التي من ذوات الأرواح؛ ولهذا قال: (أحيوا ما خلقتم) وفي الحديث الآخر كلف أن ينفخ فيها الروح فدل على أن المحرَّم هو تصوير ذوات الأرواح كالآدميين، أو الحيوانات، أو الطيور والحشرات، فكل ما فيه روح حران، أما صور غير ذوات الأرواح كالأشجار، أو النباتات، أو الجبال، أو السيارات، أو الطائرات، فلا بأس به؛ لأن هذه الأشياء ليست من ذوات الأرواح والشاهد من الحديث قوله: (أحيوا ما خلقتم) فأضاف الخلق إليهم، فهو عملهم، فدل على أن الأعمال تضاف إلى العباد، وإن كان الله -تعالى- خلق العباد، وخلق أعمالهم.

فائدة:

التحنيط ليس تصويرًا، لكنه ممنوع من جهة أخرى؛ وذلك لأن فيه إضاعة للمال، ويكون ذريعة للتساهل بالتصوير؛ لأن من رآه يظن أنه صورة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام