«ويجب أن يضاف الهيدروجين أيضا،وإن كنا لا نتنسمه.فبدون الهيدروجين كان الماء لا يوجد.ونسبة الماء من المادة الحيوانية أو النباتية هي كبيرة لدرجة تدعو إلى الدهشةو لا غنى عنه مطلقا»
وهناك دور الأزوت أو النتروجين في رزق الأرض.
« وبدون النتروجين في شكل ما لا يمكن أن ينمو أي نبات من النباتات الغذائية.وإحدى الوسيلتين اللتين يدخل بها النتروجين في التربة الزراعية هي طريق نشاط جراثيم «بكتريا» معينة تسكن في جذور النباتات البقلية،مثل البرسيم والحمص والبسلة والفول وكثير غيرها.وهذه الجراثيم تأخذ نتروجين الهواء وتحيله إلى نتروجين مركب قابل لأن يمتصه النبات وحين يموت النبات يبقى بعض هذا النتروجين المركب في الأرض.
«وهناك طريقة أخرى يدخل بها النتروجين إلى الأرض.وذلك عن طريق عواصف الرعد.وكلما ومض برق خلال الهواء،وحد بين قدر قليل من الأكسجين وبين النتروجين،فيسقطه المطر إلى الأرض كنتروجين مركب » (أي في الصورة التي يستطيع النبات امتصاصها لأنه لا يقدر على امتصاص النتروجين الخالص من الهواء ونسبته فيه حوالي 78 كما أسلفنا) .
والأرزاق المخبوءة في جوف الأرض من معادن جامدة وسائلة كلها ترجع إلى طبيعة تكوين الأرض والأحوال التي لابستها.ولا نطيل شرحها.فالرزق في ضوء هذه البيانات السريعة أوسع مدلولا مما يفهمه الناس من هذا اللفظ.وأعمق أسبابا في تكوين الأرض ذاتها وفي تصميم الكون كله.وحين يأذن اللّه للناس في الأكل منه،فهو يتفضل بتسخيره لهم وتيسير تناوله كما يمنح البشر القدرة على تناولها والانتفاع بها: «فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ» ..
وهو محدود بزمن مقدر في علم اللّه وتدبيره زمن الابتلاء بالموت والحياة،وبكل ما يسخره اللّه للناس في هذه الحياة.فإذا انقضت فترة الابتلاء كان الموت وكان ما بعده:«وَإِلَيْهِ