ومن الصفات غير المرغوبة، أن تكون حمقاء جاهلة لأن النكاح يراد به العشرة الحسنة ولا تصلح العشرة مع الحمقاء ولا يطيب معها عيش وربما تعدى ذلك إلى ولدها، وقد قيل: اجتنبوا الحمقاء فإن ولدها ضياع وصحبتها بلاء ولا ينفع فيها العلاج.
لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها
وقيل:
وجاء في الصحيح ... نقلاً عن المسيح
عالجت كل أكمة ... وأبرص مشوه
لكنني لم أطق ... قط علاج الأحمق
لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطئ وربما يريد أن ينفعك فيضرك. وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته. وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني، الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى، فإني ما جالست أحمق فقمت، إلا وجدت النقص في عقلي.
عن عبد الله بن حبيق قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام (لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك) وعن الحسن قال: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل. وعن سلمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض، حليم من أحمق، وشريف من دنيء، وبر من فاجر.
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناس فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
وقال أيضاً: الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً، رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه، ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه.
ويذكر أن أعرابياً تزوج امرأة فآذته ونجا منها بخمار وجبة كان قد قدمها لزوجته، فقدم عليه ابن عمه من البادية فسأله عنها فقال:
خطبت إلى الشيطان للحين بنته ... فأدخلها من شقوتي في حباليا
فأنقذني منها خماري وجبتي ... جزى الله خيراً جبتي وخماريا