فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 121

والأمر في أغلب بلداننا العربية يدعو إلى إعادة النظر بشدة حيث تكثر التعقيدات وتتعدد الإجراءات التي تستترف أموال الشاب مما يجعله يفكر مراراً وتكراراً في موضوع الزواج في أن يقدم عليه، ففي إحدى الدول على سبيل المثال حينما يذهب الشاب إلى بيت الفتاة التي يريد أن يتعرف عليها ويراها الرؤية الشرعية لابد أن يحمل معه هدية سواء أعجبته الفتاة أم لم تعجبه وهذه الهدية تكلف مبلغاً كبيراً إذا ما قيس بمستوى دخل الفرد، وإذا ما تمت الخطبة فعلى الشاب أن يحمل إلى عروسه هدية المواسم. في العيدين موسم والمولد النبوي موسم والإسراء والمعراج موسم والبهجة- منتصف شعبان موسم كذلك. وحينما تجيء لحظة عقد القران على العريس أن يحضر"متر"أي سلسلة ذهبية طويلة وحزاماً من الذهب إضافة إلى الأسورة والحلقان وفي مجلس الرجال يقف العريس أمامهم ويوجه كلامه إلى أهل العروس ويقول: هذا مهر ابنتكم ويذكر مقداره، وبعدها يعقد المأذون قرانه وإن أخر العريس زفافه عليه أن يرسل لعروسه مصروفها اليومي حتى تدخل بيته. وفي ليلة الزفاف نظراً لكثرة الخضرة

التي يلقونها فوق العريس حتى تحجب الشمس عنه يذبح العريس على الأقل عشرة كباش وهناك من يذبح خمسين أما الطبقة الغنية فتذبح مائة كبش، ويشتري العريس نبات مخدر للمضغ حتى"يتكيف"المعازيم، بحسب استطاعته، وفي المجلس نفسه يعطي العريس مبلغ من المال يخرجه العريس لوالد العروس ولوالدتها ولعمها ولخالها ولخالتها وعمتها وللخادمة إن كانت في البيت خادمة ولا بد أن يكون في جيبه مبلغاً كبيراً يسلمه للعروس قبل أن تسمح له بكشف طرحتها البيضاء وإن لم يكن مع العريس في تلك اللحظة هذا المبلغ لا تمكنه من نفسها حتى وإن استدعى هذا الأمر عدة أيام، وفي مناطق أخرى بعد إطلاق النار في الهواء سواء من قبل أهل العروس أو العريس والمعازيم يعلو صوت الطلقات النارية على صوت الأناشيد، وبعد حفل ليلة الزفاف يمشي العريس وخال العروس وخلفهما تمشي العروس ومن ورائهم بقية المعازيم حتى يوصلوا العروس إلى بيت العريس وما إن تطأ العروس عتبة البيت بقدمها اليمنى حتى يسارع العريس بوضع قدمه على قدمها وهذا معناه في العرف أن الكلمة في البيت ستكون للرجل أما إذا سارعت العروس بسحب قدمها قبل أن يتمكن العريس من وطئها فذلك يعني أن الأمر في تسيير شؤون البيت سيكون للعروس، وفي بعض القرى تأتي المرأة التي زينت العروس لتكشف لها طرحتها قبل أن يدخل عليها العريس نظير مبلغ من المال.

وفي بعض المناطق الساحلية يزف العريس إلى البحر ويرميه الحاضرون بعجينة الحناء أثناء مروره في شوارع المدينة حتى إذا وصل إلى البحر حملوه وألقوه في البحر ليغتسل ثم يزف وهو مبلل الثياب إلى بيته لكي يغتسل ثانية ويبدل ثيابه. وفي بعض القرى الجبلية يوخز العريس بإبرة خياطة ثلاث مرات من بعض أصدقائه أثناء زفه إلى غرفته فإن توجع ضحك عليه الحاضرون. أما في المناطق الوسطى فما إن يتم الإعلان عن إقامة عرس لأحد شباب القرية يأخذ آخر عريس في القرية راية خضراء ويسلمها إلى العريس الجديد.

وفي إحدى الدول العربية يميز فيها الناس بين حفلتي الخطوبة وعقد القران بلون الخاتم المقدم، ففي الخطوبة يقدم العريس خاتماً أبيض أما في عقد القران فيكون أصفر والعادة الأشد غرابة هي ذهاب المعازيم آخر الليل بعد انتهاء الحفلة من بيت العروس إلى بيت العريس فينامون حتى الصباح وبعد تناول طعام الإفطار والغداء ينعقد السمر لليوم الثاني حتى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام