فهرس الكتاب
الصفحة 202 من 363

"أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي" وقوله [1] : "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" وهذه صفة واجبة لكل مسلم ومؤمن وفاضل [2] ، وعهده صلَّى الله عليه وسلَّم [3] : أن عليّاً "لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق". وقد صح مثل هذا في الأنصار أنهم [4] "لا يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الآخر".

قال [5] :"وأما"من كنت مولاه فعليّ مولاه"فلا يصح من طريق الثقات أصلاً. وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض [6] فموضوعه، يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها" [7] .

فإن قيل: لم يذكر ابن حزم ما في الصحيحين من قوله:"أنت مني وأنا منك"وحديث المباهلة والكساء.

قيل: مقصود ابن حزم: الذي في الصحيح من الحديث الذي لا يُذكر فيه إلا عليّ. وأما تلك ففيها ذكر غيره، فإنه قال لجعفر: "أشبهت خَلقي وخُلقي" وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا". وحديث المباهلة والكساء فيهما ذكر عليّ وفاطمة وحسن وحسين رضي الله عنهم، فلا يرد هذا على ابن حزم.

ونحن نجيب بالجواب المركّب فنقول: إن لم يكن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قاله فلا كلام، وإن كان قاله فلم يرد به قطعاً الخلافة بعده، إذ ليس في اللفظ ما يدل عليه. ومثل هذا الأمر العظيم يجب أن يبلَّغ بلاغاً مبيناً.

وليس في الكلام ما يدل دلالة بيّنة على أن المراد به الخلافة، وذلك أن المولى كالولي. والله تعالى قال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55] ، وقال: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] ، فبيَّن أن الرسول وليُّ المؤمنين، وأنهم مواليه أيضاً، كما بيَّن أن الله وليّ المؤمنين، وأنهم أولياؤه، وأن

(1) الفصل: وقوله عليه السلام.

(2) الفصل: لكل مؤمن وفاضل.

(3) الفصل: وعهده عليه السلام.

(4) الفصل: مثل هذه في الأنصار رضي الله عنهم أنه ... .

(5) بعد الكلام السابق مباشرة.

(6) الفصل: الرافضة.

(7) الفصل: ونقلتها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام