فهرس الكتاب
الصفحة 103 من 363

[البقرة: 125] . وقال: إن نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر، فلو أمرتهن بالحجاج فنزلت آية الحجاب. وقال: عسى ربّه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات، فنزلت كذلك [1] . وأمثال ذلك. وهذا كله ثابت في الصحيح. وهذا أعظم من تصويب عليّ في مسألة واحدة.

وأما التفضيل بالإيمان والهجرة والجهاد، فهذا ثابت لجميع الصحابة الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا، فليس هاهنا فضيلة اختصّ بها عليّ، حتى يقال: إن هذا لم يثبت لغيره.

الثالث: أنه لو قُدِّر أنه اختصّ بمزية فهذه ليست من خصائص الإمامة، ولا موجبة لأن يكون أفضل مطلقاً. فإن الخضر لما علم ثلاث مسائل لم يعلمها موسى لم يكن أفضل من موسى مطلقاً، والهدهد لما قال لسليمان: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} [النمل: 22] لم يكن أعلم من سليمان مطلقاً.

الرابع: أن عليّاً كان يعلم هذه المسألة، فمن أين يعلم أن غيره من الصحابة لم يعلمها؟ فدعوى اختصاصه بعلمها باطل، فبطل الاختصاص على التقديرين. بل من المعلوم بالتواتر أن جهاد أبي بكر بماله أعظم من جهاد عليّ، فإن أبا بكر كان موسراً، قال فيه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:"ما نفعني مال كمال أبي بكر"وعليّ كان فقيراً، وأبو بكر أعظم جهاداً بنفسه، كما سنذكره إن شاء الله تعالى.

الفصل الثامن عشر

الرد على من ادّعى أن عليّ وحده هو الذي تصدق

ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره

قال الرافضي:"البرهان الثامن عشر: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [المجادلة: 12] من طريق الحافظ أبي نُعيم إلى ابن عباس،"

(1) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أنس بن مالك رضي الله عنه في: البخاري 1/ 85 (كتاب الصلاة، باب ما جاء في القبلة ... ) ، 5/ 20 (كتاب التفسير، سورة البقرة، باب قوله: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ... ) ، المسند (ط. المعارف) 1/ 323، 263.

والحديث في كتاب"فضائل الصحابة"الأرقام: 434، 435، 437، 493، 494، 495، 682.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام