فهرس الكتاب
الصفحة 40 من 363

تتوفر فيه الهمم والدواعي على إظهار مثل هذا النص [1] .

ومعلوم أنه لو كان النصّ معروفاً عند شيعة عليّ - فضلاً عن غيرهم - لكانت العادة المعروفة تقتضي أن يقول أحدهم: هذا نص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على خلافته، فيجب تقديمه على معاوية.

وأبو موسى نفسه كان من خيار المسلمين، لو علم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم نصّ عليه لم يستحلّ عزله، ولو عزله لكان من أنكر عزله عليه يقول: كيف تعزل من نصّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على خلافته؟.

وقد احتجّوا بقوله صلّى الله عليه وسلّم:"تقتل عمّاراً الفئة الباغية"وهذا الحديث خبر واحد أو اثنين أو ثلاثة ونحوهم، وليس هذا متواتراً [2] . والنص عند القائلين به متواتر، فيا لله العجب كيف ساغ عند الناس احتجاج شيعة عليّ بذلك الحديث، ولم يحتج أحد منهم بالنص؟.

الفصل الثالث

الرد على المدَّعي بأن إخبار الله بإكمال الدين وإتمام النعمة

هو دليل على إمامة عليّ من هذا الوجه

قال الرافضي:"البرهان الثالث: قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3] . روى أبو نُعيم بإسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم دعا الناس إلى غدير خُم، وأمر بإزالة ما تحت الشجر من الشوك، فقام فدعا عليّاً، فأخذ بضَبْعيه فرفعهما، حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم لم يتفرّقوا حتى نزلت هذه الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ"

(1) انظر"العواصم من القواصم"لابن العربي (ط. دار الكتب السلفية، القاهرة، 1405 هـ) ص 175 - 182، للوقوف على حقيقة التحكيم (م) .

(2) انظر: البخاري 1/ 93، 4/ 21، مسلم 4/ 2235 - 2236 المسند (ط. المعارف) الأرقام: 6499، 6500، 6538، 6926، 6927 وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله هذه الأحاديث كلها وتكلم عليها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام