وآية النفاق بغض الأنصار" [1] وفي صحيح مسلم عن عليّ رضي الله عنه أنه قال:"إنه لعهد النبي الأميّ إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق" [2] ."
الفصل الثاني والعشرون
الرد على القول بأن حب عليّ حسنة لا تضر معها سيئة
قال الرافضي:"ومنها ما نقله صاحب"الفردوس"في كتابه عن معاذ بن جبل عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال:"حب علي حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة"."
والجواب: أن كتاب"الفردوس"فيه من الأحاديث الموضوعات ما شاء الله، ومصنفه شيرويه بن شهردار الديلمي [3] وإن كان من طلبة الحديث ورواته، فإن هذه الأحاديث التي جمعها وحذف أسانيدها، نقلها من غير اعتبار لصحيحها وضعيفها وموضوعها؛ فلهذا كان فيه من الموضوعات أحاديث كثيرة جداً.
وهذا الحديث مما يشهد المسلم بأن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لا يقوله [4] ؛ فإن حب
(1) الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه في البخاري 5/ 32 (كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار) ، مسلم 1/ 85 (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار ... ) ، المسند (ط. الحلبي) 3/ 130، 134، 249.
(2) الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في: مسلم 1/ 86 (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان .. ) ، سنن الترمذي 5/ 306 (كتاب المناقب، باب مناقب عليّ) ، سنن ابن ماجه 1/ 42 (المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .. ، فضل عليّ ... ) ، المسند (ط. المعارف) 2/ 57. وهو في مواضع أخرى في المسند.
(3) هو شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو، ولد سنة 445 وتوفي سنة 509، مؤرخ ومحدث، له"تاريخ همذان"و"فردوس الأخيار"وهو كتاب كبير في الحديث اختصره ابنه شهردار، واختصر المختصر ابن حجر العسقلاني. انظر ترجمة شيرويه في: شذرات الذهب 4/ 23 - 24؛ الأعلام 3/ 268.
(4) لم أجد هذا الحديث الموضوع ولكني وجدت حديثاً موضوعاً مقارباً ذكره ابن الجوزي في"الموضوعات"1 - 37 وهو:"حب عليّ بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب". وذكره أيضاً السيوطي في"اللآلئ المصنوعة"1/ 355.